فيا أخي القارئ، أثناء المطالعة والتعليق على أحاديثِ "صحيح مُسْلم"، استوقفني حديثٌ يَحثُّ على التمسُّك بالسُّنة، ويُحذِّر من اقتفاء البدعة، ولا شكَّ أن هذا الأمر - أعني: التمسكَ بالسُّنة، والحذرَ من البدعة - فَيْصلٌ بين أهل السُّنة والمنتسبين لأهلِ السُّنة، وفي الناس خيرٌ كثير يَدعو بعضهم للاجتهاد في السُّنة، ولكن هذا الاجتهاد إن...
قراءة الكل
فيا أخي القارئ، أثناء المطالعة والتعليق على أحاديثِ "صحيح مُسْلم"، استوقفني حديثٌ يَحثُّ على التمسُّك بالسُّنة، ويُحذِّر من اقتفاء البدعة، ولا شكَّ أن هذا الأمر - أعني: التمسكَ بالسُّنة، والحذرَ من البدعة - فَيْصلٌ بين أهل السُّنة والمنتسبين لأهلِ السُّنة، وفي الناس خيرٌ كثير يَدعو بعضهم للاجتهاد في السُّنة، ولكن هذا الاجتهاد إنْ تعدَّى النصَّ تحوَّل لنقيضِه، وهي البدعة، ولو كانت نيَّةُ من يجتهد نيةً أرادَ بها الخير والطاعة والتقرُّب لله - تعالى - ولذا يَمتطي بعضُ الناس هذه النيَّةَ استحسانًا منه لبعض الأشياء التي يَتعبَّدُ بها، فتراه تارةً يُخصِّص ما ليس مُخصَّصًا في الشرع، أو يُعمِّم ما كان مُخصَّصًا، ولربما زاد ونقص، أو قاسَ وقارَن، أو غير ذلك من الأمور التي تَدفعه فيه تلك النيةُ في الزيادة من الخير، ولو بوجهٍ غير مشروع، أو طريقة غير مشروعة، وحين تَستوقفه وتقولُ له: هذا الأمرُ لم يَردْ في الشرع، وإن لم يكن بدعةً، فهو يقودُك إلى البدعة، لقال لك: هذه بدعة حسنة؛ لأني أردتُ بذلك الخير، ونيَّتي طيبة.