يعتبر تقدم العلم واطراد البحث فيه ركيزة أساسية في تطور الحضارة الغربية الحديثة وتعدد مظاهرات الإنجازات فيها. ويمكن القول بصورة عامة، إن العلم الحديث الذي أرسيت أسسه في الفترة ما بين 1450-1700م هو خلاصة جهود المفكرين في الغرب وثمرة أبحاثهم. ولما كان بعض المؤرخين يعمدون إلى اصطلاح عبارات يطلقونها على أحداث تاريخية محددة أو يحددون ...
قراءة الكل
يعتبر تقدم العلم واطراد البحث فيه ركيزة أساسية في تطور الحضارة الغربية الحديثة وتعدد مظاهرات الإنجازات فيها. ويمكن القول بصورة عامة، إن العلم الحديث الذي أرسيت أسسه في الفترة ما بين 1450-1700م هو خلاصة جهود المفكرين في الغرب وثمرة أبحاثهم. ولما كان بعض المؤرخين يعمدون إلى اصطلاح عبارات يطلقونها على أحداث تاريخية محددة أو يحددون بها فترات تاريخية معلومة فإن أفضل اصطلاح يمكن أن يطلق على طلائع العلم الحديث هو الثورة العلمية. وكعهدنا مع كثير من المصطلحات التي تطلق على فترات تاريخية محددة نرى أن اصطلاح الثورة العلمية كان ولم يزل منذ إعلانه لأول مرة مثار جدل ونقطة اختلاف لوجهات نظر عديدة.نشأت الثورة العلمية واتصلت حلقات مسيرتها بفضل نظرة خاصة واتجاه محدد في التفكير تجاه الأشياء دأب الفلاسفة والعلماء على التمسك به والإخلاص له، وهنا يأتي السؤال التالي: ما الذي حذا بمفكرين وعلماء عصر الثورة العلمية إلى الانسلاخ عن الفروض القديمة التي كانت سائدة في عصور مضت؟ ما الذي دعاهم إلى اتخاذ منطلقات جديدة للتفكير ومعالجة الأمور؟هذا الكتاب هو حصيلة دراسات وأبحاث سعى المؤلف إلى جمعها وتأليفها عندما كان لا يزال طالبا في برنامج الدراسات العليا بجامعة هارفارد الأمريكية وقد حرص أن تكون فائدة الكتاب مزدوجة بحيث يستفيد منها المثقف العادي من جهة ويهتم بها الباحث المتخصص من جهة أخرى.