نبذة النيل والفرات:للفقه في الدين مكانة عالية، وللفقه أصولاً صحيحة قويمة لا يحصل على فقه سديد إلا من علمها وإلتزمها في النظر والإستدلال، والترجيح والإختيار.وإن أعظم هذه الأصول، وأولاها بالتقديم، مطلقاً وبالإلتزام أبداً أربعة أصول هي: العلم بالكتاب العزيز والعلم بالسنّة المطهرة، والعلم بالعربية، والعلم بالإجماع؛ وإن العلم بهذه ال...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:للفقه في الدين مكانة عالية، وللفقه أصولاً صحيحة قويمة لا يحصل على فقه سديد إلا من علمها وإلتزمها في النظر والإستدلال، والترجيح والإختيار.وإن أعظم هذه الأصول، وأولاها بالتقديم، مطلقاً وبالإلتزام أبداً أربعة أصول هي: العلم بالكتاب العزيز والعلم بالسنّة المطهرة، والعلم بالعربية، والعلم بالإجماع؛ وإن العلم بهذه الأصول الأربعة الكبرى لهو منهج الإمام أحمد بن حنبل في النظر، والإستنباط، والترجيح والإختيار.فقد كان هذا الإمام الكبير عليماً بكتاب الله تعالى: تفسيره، وأسباب نزوله، وناسخه ومنسوخة، ومقاصده، وكان عليماً بسنّة رسول صلى الله عليه وسلم: علم رواية، وعلم دراية، وكان عليماً بالإجماع: مواضعه، ودائرته، وحجيته، وكان عليماً بلسان العرب: وضعاً وإستعمالاً، وإشتقاقاً، وإعراباً.وعلى هذه الأصول الأربعة العظيمة بنى الإمام أحمد من هبه - إلى جانب أصول أخرى معتبرة، وبذلك أصبح واحداً من الأئمة الأربعة الكبار الذين يمثلون جمهور علماء أهل السنّة والجماعة، والذين تقبلتهم الأمة أحسن قبوله.من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب وقيمته الممتازة بين كتب الأصول من الناهية العلمية، أما قيمته عند الحنابلة، فغالب من جاء بعده إستفاد منه، وغفل عنه، وأشار إلى ما فيه، لذا فهو يعتبر أساساً لمن جاء يعده، بالإضافة إلى ذلك، يعتبر مذهب الإمام أحمد، المذهب الحنبلي إلى جانب المذهب المالكي والمذهب الحنفي والمذهب الشافعي من أبرز المذاهب الإسلامية.من هنا، تأتي أهمية هذه الدراسة عن أصول مذهب الإمام أحمد حيث سارت الدراسة على المنهج التالي: قام المباحث في التمهيد ببيان أهمية الموضوع وبتقديم نبذة تاريخية عن الإمام أحمد (عصره، بيئة، أسرته، رحلاته في طلب العلم، لقياه بالإمام الشافعي، إهتمامه وحرصه في طلب العلم، جلوسه للفتوى والحديث، محنته وتطوراتها، شخصية وثقافته ودعوى بأنه محدث وليس بفقيه، لتستقيم الدراسة بعدها ضمن أبواب سبعة ثم خاتمة.في الباب الأول قدم الباحث مباحث مشتركة بين الكتاب والسنّة ليتحدث في الباب الثاني عن الإجماع وعن إستصحاب المال والأدلة المختلف فيها والإستحسان والقياس في الأبواب التي جاءت تباعاً: الثالث والرابع والخامس، وتم تخصيص الباب السادس والأخير للبحث في الإجتهاد والفتوى والتقليد مبيناً في كلّ هذه المسائل مذهب الإمام أحمد بن حنبل فيها، وأما الخاتمة، فقد تم الحديث فيها عن مجتهدي المذهب الحنبلي وأثرهم في نموه.