إن الدافع الأساسي وراء دراسة تجربة منظمة الشباب الاشتراكي في إعداد القيادات أن هذه المنظمة زوّدت المجتمع المصري بجيل جديد من القيادات خلال حقبتي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين. وقد ساهم هذا الجيل في بعث الحيوية في المنظمات الجماهيرية، وتجديد الحياة السياسية، ووفّر للبلاد نخبة قيادية جديدة ساهمت في العمل الوطني تحت قيادة ...
قراءة الكل
إن الدافع الأساسي وراء دراسة تجربة منظمة الشباب الاشتراكي في إعداد القيادات أن هذه المنظمة زوّدت المجتمع المصري بجيل جديد من القيادات خلال حقبتي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين. وقد ساهم هذا الجيل في بعث الحيوية في المنظمات الجماهيرية، وتجديد الحياة السياسية، ووفّر للبلاد نخبة قيادية جديدة ساهمت في العمل الوطني تحت قيادة جمال عبد الناصر، وتصدّت لسياسات الردّة على ثورة 23 تموز/يوليو بعد رحيله، بقدر ما تصدّت لسياسات الصلح المنفرد مع إسرائيل. وقد ناضلت من أجل ضمان الاستقلال الوطني والتطور الديمقراطي للمجتمع المصري، وكانت أساس حركة جماهيرية مستقلة وتعددية سياسية واعدة على أرض الواقع.ومع التسليم بأن هذه التجربة لا يمكن تكرارها أو استعادتها لأنها كانت نتاجاً لعصرها ولظروف مصر في الستينيات من القرن العشرين، إلا أنه يمكن الاستفادة منها وتمثّل أهم دروسها، وفى مقدمتها أن المزاوجة بين التكوين الفكري والتدريب القيادي والإدماج في حركة المجتمع من خلال النشاط السياسي والجماهيري هي شرط ضروري للنجاح في إعداد القيادات الشابة، وأنه من أهم عوامل النجاح للقيادات الجديدة: توفر الوعي القائم على المعرفة العلمية، وروح المبادرة الناجمة عن القدرة الحركية، والشعبية التي تصنعها علاقة سليمة بالجماهير.