يسر الله للقرآن حفاظاً حفظوه في السطور والصدور من اللحظة الأولى للتنزيل، وتتالت مواكب العلماء خدمـة ودراسـة لمباحثـه حتى ظهرت علومـه المختلفة، واستقرت مباحثه على ما نراه اليوم.والناظر في السنة يجد تنوعاً وتعدداً في مباحثها؛ فقد نشأت لخدمتها علوم مختلفة؛ تلبية لحاجات السنة في البيان والتثبت، ذلك أن علوم السنة جاءت إما لبيان المعا...
قراءة الكل
يسر الله للقرآن حفاظاً حفظوه في السطور والصدور من اللحظة الأولى للتنزيل، وتتالت مواكب العلماء خدمـة ودراسـة لمباحثـه حتى ظهرت علومـه المختلفة، واستقرت مباحثه على ما نراه اليوم.والناظر في السنة يجد تنوعاً وتعدداً في مباحثها؛ فقد نشأت لخدمتها علوم مختلفة؛ تلبية لحاجات السنة في البيان والتثبت، ذلك أن علوم السنة جاءت إما لبيان المعاني المستنبطة من متن الحديث بكل ما يحمل ذلك من تفصيلات مباحث المتن المختلفة، أو جاءت للتثبت من صحة الحديث وسقمه، بكل ما يحمل هذا التثبت أيضاً من تفصيلات في مباحث المتن والإسناد على حد سواء.ومن هنا جاءت العلوم التي تهدف إلى بيان صحيح الأخبار من سقيمها، وكان على رأس هذه العلوم: علم العلل، الذي يبحث في أخطاء الرواة، ويكشف عن أوهام الرواية، ويشـكل موضوع البحث ـ في هذا الرسـالة ـ لبنة أساسية في علم العلل.حيث ركز البحث في علل أصحاب شيخ من الشيـوخ، ويكـون ميدانـه في كـل كتب العلل والرواية، مما يعطي تصوراً كاملاً عن أصحابه ومراتبهم، فوقر الأمر في قلبي، وهو سليمان بن مِهران الأعمش، ذلك أنه من الشيوخ المكثرين، وممن كثر أصحابه. وخلص الموضوع إلى أن يكون عنوانه: معرفـة أصحاب الرواة وأثرها في التعليل دراسـة نظرية وتطبيقية في علل أصحاب الأعمش (سليمان بن مِهران).