الكتاب من تقديم: حامد عمار.منذ عرفت مصر نظام التعليم المدني الحديث منذ أوائل القرن التاسع عشر وحتي اليوم، ظل أطفال مصر وطلابها طوال شهور الإجازة الصيفية التي تقارب المائة يوم نهبًا للفراغ وهدرًا للطاقة، وباستثناء أطفال الطبقات الفقيرة الذين يستثمرون هذا الوقت الطويل في العمل لمساعدة أسرهم ماديًا، أو أبناء الطبقات الثرية الذين يم...
قراءة الكل
الكتاب من تقديم: حامد عمار.منذ عرفت مصر نظام التعليم المدني الحديث منذ أوائل القرن التاسع عشر وحتي اليوم، ظل أطفال مصر وطلابها طوال شهور الإجازة الصيفية التي تقارب المائة يوم نهبًا للفراغ وهدرًا للطاقة، وباستثناء أطفال الطبقات الفقيرة الذين يستثمرون هذا الوقت الطويل في العمل لمساعدة أسرهم ماديًا، أو أبناء الطبقات الثرية الذين يمضون إجازاتهم في النوادي والمصايف؛ فإن أبناء الطبقات الوسطى لم يحظوا باهتمام مؤسسي تتولاه أجهزة الدولة وفقًا لمخطط قومي يستهدف تفجير طاقتهم واكتشاف ذوي المواهب والمبدعين منهم. وهكذا ظلت طاقة "الكتلة الحيوية للمجتمع والدولة" والممثلة فيما يزيد على 4/1 سكان البلاد في سن التنشئة والإبداع والانطلاق مبددة لا تحظى باهتمام أحد ولا يقترب منها أحد. وزاد من صعوبة الأمر ما جرى من تغيرات عميقة في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المصرية والعربية بعد عام 1973، وما تولَّـد عنها من الانعكاسات الخطيرة وبخاصة على أنساق القيم والمفاهيم والسلوكيات بين الأجيال الجديدة. هذا إلى جانب حجم التحديات المصاحبة بالضرورة لتسوية الصراع التاريخي بين العرب وإسرائيل، ثم إن التغيرات في البيئة الدولية وعمليات العولمة قد أضافت لعوامل الانكشاف عناصر جديدة بما يستدعي التعامل المرن والمتطور مع الأجيال الجديدة.