تتناول هذه الرواية الرمزية والجريئة، المتمردة والساخطة على الذلّ والبؤس والخنوع والانحطاط الإنساني، للكاتب والصحافي السعودي الناشط في ميادين الثقافة والكتابة والأدب، قصة "ابن الحبي" وحياته، "في منعرجات محافظة "المكحول"، لينبئكم بذاته عن تعاظم مجد "القانوط"، الزائف، وتهاوي همم الخلق حوله بشكل لا يطاق". "العذراء"، زوجته تعلّق على ...
قراءة الكل
تتناول هذه الرواية الرمزية والجريئة، المتمردة والساخطة على الذلّ والبؤس والخنوع والانحطاط الإنساني، للكاتب والصحافي السعودي الناشط في ميادين الثقافة والكتابة والأدب، قصة "ابن الحبي" وحياته، "في منعرجات محافظة "المكحول"، لينبئكم بذاته عن تعاظم مجد "القانوط"، الزائف، وتهاوي همم الخلق حوله بشكل لا يطاق". "العذراء"، زوجته تعلّق على حكاية زوجها: "بذل ما بوسعه أن يروي لكم أطرافاً من سيرة مدينة وخلائق وأمكنة قبل أن يكمّم المرض الغادر فمه، ويجهز الموت المفاجئ على ما تبقى له من بصيص أمل في الحياة، رحلة "الحبي" مزيج بين واقع لا يرحم، وحلم مجنح بات يهرم". لقد أعطى "الحبي" مرض الصراع الذي كان يعاني من نوباته اسماً، "لكي أتعايش معه خلعت عليه اسم "فرّاس" من قبيل الدعابة.." كما قال.بقالب رمزي، وتخيّل مدروس، وحبكة محكمة تتنامى فيها الأحداث تصاعدياً كي تخدم المعنى والهدف، يقدّم لنا الروائي شخصياته المركبّة بعناية. "فتراكمات الألم الإنساني وضياع الهدى، وغياب الضمير، هو أبرز ما شغل البطل "سعد الحبي"، ليجعله يثور على الطاغية، ويسجل شرف الخروج والتمرد على ناموس القانوطية حتى وإن دفع حياته ثمناً لمثل هذه المغامرة الأليمة..", و"القانوطية"، هي أسلوب "القانوط"، "سيد الرؤى المؤذية في مدينة "المكحول"، وملهمها فتات الوعد الكاذب ببلوغ شفق الخلوص من لواعج مؤذية، بل هو حادي عيس الضغينة في قلوب متهاوية منذ أن غابت كرامة الإنسان لدى الأدنين والأقصين.."، وهو "الذي يهرطق الآن بأن الزمان هو زمن "القانوطية" التي تمدّ حبل البقاء لكل هذه الصور المفزعة عن مآل أحلامنا خلف حُجب العوز، والبحث عن اللقمة، ومجاهدة الذات عن كل ما ترنو إليه".كان "الحبي"، كاتب القضايا في "مصلحة القانون"، وكما تروي زوجته: "ينام على صفعة من "فرّاس" اللعين، وينهض مفزوعاً على واحدة من قهقهات "القانوط" الفاجرة، أو على لطمة مبرحة من يد غليظة لفرد من أفراد فرق "صيانة الفضيلة" التي تُحكم قبضتها على "المكحول". فماذا ينتظر "الحبي"، كي يثور على هذه الأوضاع الظالمة والبائسة؟ لأنه يعرف: "حتى لو أهرب من جحيم هذه المدن، فستلجمني قرى الضغينة بوعيدها المبين، وستسحقني (بادية الظلام) بكثرة ادعائها المظلل باعتناق العادات..". "العذراء" أيضاً "أدركت أن المكحول، بات يقضم أهله كما البسكويت، فلن يبقى إلا "القانوط" وزمرته فوق النوائب". لا مفر من التمرد على "مدن تنحر الرجال كما الجمال بفرية أم بدونه، وقرى وأرياف تذبح النساء مثل الأغنام بموبق.."، إذ أن حتى خيار الهروب، ليس حلاً، فإلى أين؟ "نحو مناف بعيدة، لا ترجو منها إلا مزيداً من التيه والخذلان والحزن الخانق؟!