لقد سعى المؤلف في هذا الكتاب ومن خلال التعرّف على آفات البحث الديني المعاصر إلى اكتشاف وتحليل الانحرافات المعرفية - دون السلوكية الدينية - والتعرّف على سبل علاجها، والذي قصده هو معرفة الآفات الدينية في مجال البحث الديني والمعرفة الدينية، وليس بيان وتحليل الآفات الاجتماعية وسلوكيات المتديّنين والمؤسسات الدينية، وإن كان ذلك يحظى ب...
قراءة الكل
لقد سعى المؤلف في هذا الكتاب ومن خلال التعرّف على آفات البحث الديني المعاصر إلى اكتشاف وتحليل الانحرافات المعرفية - دون السلوكية الدينية - والتعرّف على سبل علاجها، والذي قصده هو معرفة الآفات الدينية في مجال البحث الديني والمعرفة الدينية، وليس بيان وتحليل الآفات الاجتماعية وسلوكيات المتديّنين والمؤسسات الدينية، وإن كان ذلك يحظى بأهمية كبيرة أيضاً، ولكنه يحتاج إلى متسعٍ آخر.يعتقد المؤلّف إنّ التعرّف على آفات ومغالطات البحث الديني، يساعد عامة الناس وجيل الشباب، لكيلا يسقطوا فريسة سهلة في شراك تيارات البحث الديني المنحرفة والمريضة، بل ويساعد أيضاً حتى الباحثين في الشأن الديني وطلاب الفلسفة والإلهيات على نحوٍ كبير، فلا يكرّرون تجربة غيرهم من الباحثين الذين وقعوا في مصيدة المغالطة، ويتقدمون في هذه اللجّة السحيقة بحذر، ولا يسارعون إلى تطبيق معطيات البحث الديني في الغرب والعالم المسيحي على الإسلام، وليعرفوا الحق والباطل ويتجنبوا الوقوع في الشبهات، والسقوط في الانحرافات والآفات الدينية.تقوم هذه الرسالة، على كشف أنواع المغالطات والانحرافات الدينية في مجال الفكر والسلوك الفردي والاجتماعي، وهناك ارتباط وثيق بين البحوث المتعلقة بمعرفة الآفات الاجتماعية، وبين حاجات الإنسان الأساسية وحياته الاجتماعية، والعناصر المحافظة على النظم ومواجهتها للانحرافات والآفات والجرائم الاجتماعية، كما أنّ هناك ارتباطاً مباشراً بين المباحث المتعلقة بمعرفة آفات البحث الديني، وبين حاجة الإنسان الدينية.وبعد المقدمة المفيدة التي يقدمها المؤلف لقرّائه، ينقل البحث إلى إيران حيث يتطرّق الى أنواع تيارات البحث الديني المعاصر فيها، ثمّ يحدّد بحثه الديني ويركّزه حول المفكر الإيراني الدكتور سروش حتى نهاية الكتاب، فيبحَث المسار الفكري عنده، ويذكر أثناء بحثه انّ الدكتورسروش تأثّر بشخصيات كبيرة أمثال صدر المتألهين، وبوبر، و كانت، وغادامير، وشلاير ماخر. ثمّ يتطرّق بعدها الى نظرية البسط والقبض النظري في الشريعة أو ما تسمّى بـ(نظرية تكامل المعرفة الدينية)، وقد جعل لها عشرة أركان وناقش الآفات الواردة على كل ركن من أركانها. وقد سبّبت هذه النظرية ردود أفعال سياسية وعلمية متباينة، فهي بين مؤيّد لها و بين من خالفها أشد الخلاف ووقف بوجهها، وقد أشغلت المحافل العلمية والفكرية ردحاً من الزمن.قبل أن يدخل المؤلف عبدالحسين خسروبناه بالبحث حول آراء المفكر الإيراني الدكتور سروش، بدأ بمقدمة مفيدة للقاريء، حيث عرّف بمعنى الآفة وبيان مفهوم المغالطة، ثم عرّج على بيان مفهوم آفات البحث الديني، بعدها أفرد فصلاً كاملاً لمساحة البحث الديني المعاصر ومعرفة آفاته.بعدها نقل الكاتب البحث الى ايران حيث تطرّق الى أنواع تيارات البحث الديني المعاصر في ايران، ثمّ حدّد بحثه الديني وركّزه حول المفكر الإيراني الدكتور سروش، حتى نهاية الكتاب.فبَحَثَ المسار الفكري عنده، فقال أثناء بحثه انّ الدكتورسروش تأثّر بشخصيات كبيرة أمثال صدر المتألهين، وبوبر، و كانت، وغادامير، وشلاير ماخر.تطرّق الكاتب بعدها الى نظرية البسط والقبض النظري في الشريعة أو ما تسمى (نظرية تكامل المعرفة الدينية)، فقد جعل لها عشرة أركان وناقش الآفات الواردة على كل ركن من أركانها، وقد سبّبت هذه النظرية ردود أفعال سياسية وعلمية متباينة، فهي بين مؤيّد لها و بين من خالفها أشد الخلاف ووقف بوجهها، وقد انشغلت المحافل العلمية والفكرية ردحاً من الزمن. كل ذلك تجده في كتاب: دراسة تحليلية للمعرفة الدينيةعند سروش.لقد امتاز هذا الكتاب عن غيره بمسألتين لم تكن لها سابقة في الكتب المشاكلة:الأولى: ذكر المؤلِّف مدخلاً، بيّن فيه مفردات مهمة وتأسيسيّة في البحث الدّيني، بدأ من الأدبيات المستعملة فيه، و علامات الاستفهام، ومساحته، وطرق معرفته،ثمّ أشار إلى أنواع تيارات البحث الدّيني.والثانية: وهي الأهم، حيث ذكر النشأة العلميّة لسروش، وقسّمها إلى اتجاهين؛ الأول: محورية الأشخاص، وبيّن فيه تأثره بأربعة أشخاص، والثاني: محورية الموضوع، وذكر فيه أربعة موضوعات أيضاً.وهاتان المسألتان بحقّ من إبداعات المؤلِّف، إذ أخذتا حيّزاً يقارب نصف الكتاب، والنصف الثاني خصّص لنظريّة القبض والبسط لسروش .ولابدّ من الإشارة إلى أنّ هذا الكتاب، هو سلسلة من ثلاثة كتب، تتناول المفكّرين الإيرانيين المعاصرين، وهم بالإضافة للدكتور سروش ، الدكتور علي شريعتي، والمهندس مهدي بازركان.