كثيرًا ما تقرأ في كتب حروف المعاني مثل قولهم: جاء لفظ كذا على كذا أوجه، وتارة مثل قولهم : جاء لفظ كذا على كذا معان، لذلك سميتُ كتابي: اختلاق الأوجه والمعاني في كتب حروف المعاني ؛ لأنَّ أصحابها استعملوا هذين المصطلحين. أما بشأن حروف المعاني في القرآن الكريم فقد عُني عدد من النحاة بدراسة الحروف والأدوات في كتب مستقلة عن كتب النحو،...
قراءة الكل
كثيرًا ما تقرأ في كتب حروف المعاني مثل قولهم: جاء لفظ كذا على كذا أوجه، وتارة مثل قولهم : جاء لفظ كذا على كذا معان، لذلك سميتُ كتابي: اختلاق الأوجه والمعاني في كتب حروف المعاني ؛ لأنَّ أصحابها استعملوا هذين المصطلحين. أما بشأن حروف المعاني في القرآن الكريم فقد عُني عدد من النحاة بدراسة الحروف والأدوات في كتب مستقلة عن كتب النحو، وأهمها وأوسعها وأشهرها وأكثرها تداولًا عند الدارسين والباحثين خمسة كتب هي:1- معاني الحروف، لأبي الحسن علي بن عيسى الرماني (ت: 384هـ).2- الأزهية في علم الحروف لعلي بن محمد الهروي (ت: 415هـ).3- رصف المباني في شرح حروف المعاني لأحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ).4- الجنى الداني في حروف المعاني للحسن بن قاسم المرادي (ت: 749هـ).5- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ). ومن المعلوم أنَّ أصحاب كتب حروف المعاني لم يُعنوا بذكر المعنى الموضوع للحرف فحسب، بل تعدوه، فأضافوا إليه معاني أُخَر، بحجة أنَّه دل عليها من السياق، وكثيرًا ما كانت هذه المعاني المضافة إليه مختلقة بنفس الطرق التي اتبعها أصحاب كتب الوجوه، وفي هذه الدراسة سأقتصر على الأوجه والمعاني التي اختلقوها للحرف القرآني.