لقد أراد الدكتور زكى نجيب محمود أن يجعل من فلسفته الوضعية المنطقية سلاحاً تنويرياً ونهضوياً فى ظروفنا الاجتماعية التى تختلف كثيراً عن الشروط الاجتماعية التى سادت الموطن الأصلى لهذه الفلسفة... ناهيك عن أن تلك الفلسفة فلسفة لا أدرية، تنبع فى أساسها، من ميتافيزيقا العقل، وتتعثر تعثراً فاضحاً عند تناول مشكلة التحضر. وتنتهى بها أزمته...
قراءة الكل
لقد أراد الدكتور زكى نجيب محمود أن يجعل من فلسفته الوضعية المنطقية سلاحاً تنويرياً ونهضوياً فى ظروفنا الاجتماعية التى تختلف كثيراً عن الشروط الاجتماعية التى سادت الموطن الأصلى لهذه الفلسفة... ناهيك عن أن تلك الفلسفة فلسفة لا أدرية، تنبع فى أساسها، من ميتافيزيقا العقل، وتتعثر تعثراً فاضحاً عند تناول مشكلة التحضر. وتنتهى بها أزمتها الحادة إلى انشطار خطير فى المعرفة. فى هذا الكتاب، يتصدى الدكتور عاطف أحمد، صاحب نقد الفهم العصرى للقرآن، لنقد العقل الوضعى كما يتجلى فى صيغته التوفيقية عند زكى نجيب محمود، مفنداً الدور الذى يريد للوضعية المنطقية أن تلعبه فى الوطن العربى، مبيناً المفارقة الصارخة التى تنطوى عليها تلك المحاولة من حيث إنها تستهدف التنوير وهى غارقة فى التعمية، ومن حيث توافقها الضمنى مع أشد أنواع الكهانة جهالةً وتضليلاً فيما يتعلق بالعلم الاجتماعى والسياسى، والمنحنى الذى تنحوه نحو تقويض ثقة الإنسان فى إمكان فهم المجتمع. والسيطرة عليه، وتشكيل العالم الخارجى بحيث يخدم حاجات الإنسان أولاً وأخيراً.
