اليمن فوق بركان "صراع القبيلة والسلطة .. النصر لمن ؟"

منعطف خطير تمر به اليمن بعد 20 عاما من الوحدة التي ظننا أنها ستكون أقوى من كل التحديات الخارجية والداخلية، وستعطي أملاً للأجيال القادمة في إمكانية بناء دولة وحدوية اندماجية بين أكثر من قطر عربي في إطار الديمقراطية والحداثة والمواطنة المتساوية، لكن -للأسف- تحولت الوحدة الطوعية الاندماجية إلى ضم وإلحاق وحرب ودم وضحايا وفيد وغنائم حرب ثم أنتجت أيضا مئات الآلاف من البشر يعانون من الاضطهاد في الجنوب، ومن فقدان للوظائف التي كانوا يحتلونها قبل الوحدة، والأكثر من ذلك هو إقصاؤهم عن العمل وتحويلهم إلى "حزب خليك بالبيت". ولا شك أن العيب ليس في الوحدة، بل إن الوحدة هي الحل -في اعتقادنا- لكل أزمات اليمن، لكن العيب في النظام الذي احتكر السلطة وسرق الوحدة وحيزها لمصلحة فئة قليلة تنتمي إلى حكم "العائلة"، وفي نفس الوقت كانت هناك معارك دامية في أقصى الشمال بين القوات الحكومية والحوثيين في محافظة صعدة وهي حرب تكررت ست مرات بنفس السيناريو من حيث المقدمات والنتائج الدموية.. وقد فشلت كل الوساطات المحلية والإقليمية في وقف حمام الدم الذي ما إن يتوقف في هدنة قصيرة أو استراحة حتى يعود أشد مما بدأ. أين الخلل؟ لماذا صارت الدبابة والطائرة والصاروخ هي أدوات الحوار العنيف والمرعب بين أبناء الوطن الواحد؟ من الذي تجرأ على الوحدة وحاول أن يفض بكارتها بقوة السلاح؟ أين القوى الفاعلة في الساحة والمستقلة عن أطراف الصراع؟ أين الحكمة وهي في الأصل يمانية... وأي مستقبل ينتظر هذه البلاد التي اقترن اسمها في يوم ما بـ "السعادة" فإذا اليوم هي عنوان لبركان يوشك على الانفجار؟.. أسئلة لها إجابات في هذا الكتاب الذي نقدمه إلى القارئ العربي عامة وأهل اليمن شماله وجنوبه خاصة راغبين في تحكيم العقل والحكمة، لا نبتغي إلا الحقيقة بدون ألوان ولا زخارف.