حينما ظهرت في لندن عام 1884، الطبعة الأولى لكتاب "المرأة الإنجليزية في مصر" بقلم صوفيا بول (1804 - 1891)، أخت المستشرق المعرو إدوارد لين (1801 - 1876)، حازت قبولًا حسنًا من القارئ الإنجليزي، يدل على ذلك ما جاء في مقال بقلم الرحالة كنجليك حيث يوقل (إن هذا الكتاب الممتاز، وهو نتيجة المشاهدات الشخصية للكاتبة، يعطينا في بضع صفحات مع...
قراءة الكل
حينما ظهرت في لندن عام 1884، الطبعة الأولى لكتاب "المرأة الإنجليزية في مصر" بقلم صوفيا بول (1804 - 1891)، أخت المستشرق المعرو إدوارد لين (1801 - 1876)، حازت قبولًا حسنًا من القارئ الإنجليزي، يدل على ذلك ما جاء في مقال بقلم الرحالة كنجليك حيث يوقل (إن هذا الكتاب الممتاز، وهو نتيجة المشاهدات الشخصية للكاتبة، يعطينا في بضع صفحات معلومات عن السر الغامض للحريم الشرقي، تفوق في غزارتها أي مصدر آخر)، وبعد عام من هذا التاريخ، ظهرت في 1845، طبعة أمريكية لهذا الجزء الأول، أما الجزء الثاني للكتاب وهو الذي يضم وصفًا للاحتفالات بزفاف زينب هانم، ابنة محمد علي باشا، فقد طبع في لندن عام 1846، ولم تصدر أي طبعات أخرى للكتاب منذ ذلك الحين.كانت الرحالة من الأجنبيات يحاولن جهد طاقاتهن ان يحظين بزيادرة "الحريم" وبذلك يتفوقن على الرجال الذين لا معرفة لهم بنساء مصريات سوى الغوازي والعوالم ومن على شاكلة "كوجك هانم" صديقة الكاتب الفرنسي جوستاف فلوبير، أما السيدات المحترمات فمحجبات ومصونات في حريمهن، كان زيارة الأجنبيات تتم بشتى الطرق وغالبًا ما يكون الخدم هم الوسطاء، ولاشك أن الفضول كان من الجانبين، إذ إن سيدات الحريم كن أيضًا يتشوقن لرؤية هؤلاء النساء السافرات اللاتي لهن مطلق الحرية في الترحال حيثما يردن وغالبًا ما كانت هذه الزيارات فاشلة إذ يغلب عليها التكلف ولا يتعدى الحديث بعض عبارات المجاملة الجوفاء والملاحظات السطحية عادة عن طريق الإشارة أو الترجمة لذلك جاءت غالبية روايات الزائرات الأجنبيات أقرب إلى السطحية وتعبيرًا عن أفكارهن المسبقة عن الشرق عامة، فهن لا يرين في الحريم سوى ما هو قبيح وتافه.