نبذة النيل والفرات:تعد دراسة تاريخ الأسر الكردية حلقة مهمة من حلقات التاريخ الكردي، وذلك للدور التي لعبته هذه الأسر على الساحة السياسية والثقافية والاجتماعية في كردستان، فقد عمل العديد من أفراد هذه الأسر لأجل رفع مكانة الشعب الكردي والدفاع عن حقوقه القومية والثقافية وصولاً إلى إقامة دولة كردية موحدة في كردستان، وساهمت إلى جانب د...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:تعد دراسة تاريخ الأسر الكردية حلقة مهمة من حلقات التاريخ الكردي، وذلك للدور التي لعبته هذه الأسر على الساحة السياسية والثقافية والاجتماعية في كردستان، فقد عمل العديد من أفراد هذه الأسر لأجل رفع مكانة الشعب الكردي والدفاع عن حقوقه القومية والثقافية وصولاً إلى إقامة دولة كردية موحدة في كردستان، وساهمت إلى جانب دورها السياسي في العمل على إغناء ونشر الثقافة واللغة الكردية بين الكرد.تعتبر الأسرة البدرخانية من الأسر الكردية العريقة التي شغلت مكانة مهمة في تاريخ الكرد الحديث والمعاصر، وتركت بصمات واضحة على الحركة القومية بنضالها السياسي والفكري، فانضموا إلى الحركة التحررية الكردية واحتل البعض منهم المواقع الأولى في صفوف الحركة التحررية القومية الكردية.تمتعت هذه الأسرة بمكانة بارزة في كردستان، ولم يكن البدرخانيون أمراء يدافعون عن أراضيهم بل كانوا مثقفين وطنيين مؤمنين بقضية الشعب الكردي وعدالتها ومناضلين من أجلها في مستوى يضاهي كفاح الشعوب الأخرى.وفي إطار التعريف بهذه الأسرة جاءت الدراسة التي بين أيدينا حيث اهتمت بإبراز الدور السياسي والثقافي لهذه الأسرة الكردية العريقة، والتعريف على نشاط أهم أفراد هذه الأسرة. وذلك في تمهيد وأربعة فصول، استعرض التمهيد النشاط السياسي للأسرة البدرخانية من خلال قيادتهم لحركتين الأولى كانت بين عامي 1878-1879 وبقيادة عثمان بدرخان وكنعان حسين بدرخان والثانية كانت في عام 1889 والتي قادها كل من أمين عالي بدرخان وكنعان مدحت بدرخان. أما المبحث الثقافي فقد استعرض النشاط الثقافي لهذه الأسرة في أواخر القرن التاسع عشر، وكانت جريدة كردستان 1898-1902 أبرز أعمالهم الثقافية خلال المدة المذكورة.تناول الفصل الأول النشاط السياسي والثقافي للأسرة البدرخانية خلال المدة 1900-1918، فقد تناول المبحث الأول الدور السياسي والثقافي لأعضاء هذه الأسرة خلال المدة 1900-1908، ولا سيما الدور ا لذي لعبه كل من أمين عالي بدرخان وعبد الرحمن بدرخان في صفوف الحركة القومية الكردية خلال السنوات الأولى من القرن العشرين من أجل نيل الكرد مطامحهم في الحرية والاستقلال.أما المبحث الثاني فقد خصص لدراسة النشاط السياسي والثقافي لأعضاء من هذه الأسرة خلال 1908-1918، ومنها دورهم في الجمعيات والمنظمات والأحزاب الكردية التي تأسست خلال المدة المذكورة، وكذلك دورهم في تنظيم انتفاضة بدليس عام 1913، فضلاً عن الجهود الثقافية لهذه الأسرة من خلال مشاركتهم ومساهمتهم في الحياة الثقافية الكردية التي برزت خلال المدة 1908-1918، والذي عرف عنه تعاونه مع روسيا في سبيل تحقيق أماني الكرد، كما مارس عبد الرزاق بدرخان خلال المدة ذاتها نشاطاً ثقافياً في كردستان إيران وأسس جمعية كردية وفتح مدرسة كردية في مدينة خوى بدعم ومساندة سمكو الشكاك والقنصل الروسي فيها.واحتوى الفصل الثاني على دراسة النشاط السياسي والثقافي للأسرة البدرخانية خلال المدة 1918-1927. وبحث هذا الفصل في المبحث الأول نشاط البدرخانية في الأحزاب والجمعيات الكردية التي أسسها الكرد بعد الحرب العالمية الأولى للمطالبة بحقوقهم المشروعة في إقامة حكومة كردية موحدة في كردستان.كما بحث المبحث الثاني دور البدرخانيين في الحركات والانتفاضات الوطنية الكردية خلال المدة المذكورة، ودعت هذه الحركات والانتفاضات الكردية إلى تحقيق مطالب الشعب الكردي في الحرية وتأسيس كيان كردي مستقل عن السلطات المركزية التي حاولت وبطرق شتى الوقوف أمام تحقيق هذه الطموحات المشروعة، وقد شارك أعضاء من هذه الأسرة في هذه الحركات والانتفاضات للتعبير عن طموحاتهم القومية التحررية.أما المبحث الثالث فركز على الدور الثقافي للبدرخانيين خلال المدة 1918-1927، حيث بادر عدد من البدرخانيين إلى مواصلة وممارسة نشاطهم الثقافي بعد الحرب العالمية الأولى، ومنهم ثريا بدرخان وكاميران بدرخان ومحمد عثمان بدرخان وعمل هؤلاء على نشر وإحياء الثقافة الكردية، أما عن طريق نشر الصحف أو المساهمة في الجرائد أو المجلات التي أصدرها المثقفون الكرد.أما الفصل الثالث، تمت فيه دراسة النشاط السياسي والثقافي للأسرة البدرخانية خلال المدى 1927-1943. ودرس المبحث الأول نشاطهم السياسي والثقافي خلال المدة 1927-1932.