صراع القوى العظمى حول القرن الإفريقي

عالم المعرفة #49عندما نتحدث اليوم عن العنف السائد في منطقتنا فعلينا أن نحاول الوصول إلى أعماقه وجذوره، رغبة في استجلاء الحقيقة ووضعها أمام الضمير العربي الأفريقي المعذب بالتخلف والممزق بالقهر والمثقل بآلام الأزمات. نعم فالجذور عميقة ضاربة في أرض الصراع.. جذور تعود إلى العصور الاستعمارية الأوربية القديمة، بكل ما خلفته من عقد وصراعات محلية وقبلية، وما غرسته من قيم متناقضة ومن عداوات وحزازات نازفة.. حتى جاء الاستعمار الجديد –بوجهيه الاقتصادي والثقافي- وبأسلحته ومعداته الحديثة ليعمق كل هذه المخلفات وينميها لتتزايد ثرواته ويتسع نفوذه يوما بعد يوم.ومن غير أن ندرس جذور حركة الصراعات الدائرة، ونتعمق في أسبابها، ونبحث في علاقة الربط بينها، فإننا لن نستطيع إلقاء مثل تلك النظرة الشاملة العميقة على خريطة الموقف بكل ملابساته الحالية واحتمالاته القادمة.. لقد حولنا في هذا الكتاب أن نسبح بين تيارات الصراع المتلاطمة، من شواطئ البحر الأبيض المتوسط شمالاً، إلى القرن الأفريقي على المحيط الهندي جنوبا واجتهدنا أن نلقي بتلك النظرة المتأنية على خريطة الصراع حولنا.