تعني عبارة الوحي ، تبعًا للتقليد المسيحيّ، العمل الذي يكشف الله به عن نفسه للبشر من خلال تدخّله في أحداث معيَّنة، وإرساله أنبياء، وفي آخر الأمر، بواسطة ابنه الوحيد. أمّا عبارة الإلهام ، فتفيد تدوين أحداث هذا الوحي التاريخيّ في أسفار الكتاب المقدّس عن يد كتّاب ألهمهم الروح القدس. لذا، فمفهوم الوحي أشمل وأوسع من مفهوم الإلهام، وإن...
قراءة الكل
تعني عبارة الوحي ، تبعًا للتقليد المسيحيّ، العمل الذي يكشف الله به عن نفسه للبشر من خلال تدخّله في أحداث معيَّنة، وإرساله أنبياء، وفي آخر الأمر، بواسطة ابنه الوحيد. أمّا عبارة الإلهام ، فتفيد تدوين أحداث هذا الوحي التاريخيّ في أسفار الكتاب المقدّس عن يد كتّاب ألهمهم الروح القدس. لذا، فمفهوم الوحي أشمل وأوسع من مفهوم الإلهام، وإنْ تَرابَط المفهومان ترابطًا متينًا. ذلك بأنّ الوحي لا يتمّ في صفحات الكتاب المقدّس، بل في شخص يسوع المسيح الحيّ.وما الغاية من هذا الكتيّب إلاّ التعمّق في هذه المعاني، وتوضيح التطوّر اللاّهوتيّ في التعبير عن الوحي والإلهام (القسم الأوّل والثاني)، وصولاً إلى تعاليم المجمع الفاتيكانيّ الثاني في هذا الشأن، ولا سيّما الوثيقة المجمعيّة بعنوان «دستور عقائديّ في الوحي الإلهيّ» (القسم الثالث). وختامًا، قدّم المؤلِّف تعليقًا لاهوتيًّا على تعاليم الكنيسة (القسم الرابع)، مبيّنًا أنّ نصوص الكتاب المقدّس لا تتّخذ معناها السليم، ولا تكتسب معناها «الحيّ»، إلاّ في ضوء تلك التعاليم.د. م.