أتحسس صدري، أجده كقفص فارغ، أتذكر عصفوري، أذكر أني كنت طفلة يومها، تعلقت بذراع أمي بينما هي تستعد للقيام بجولة شرائية في السوق القريب من بيتنا·كانت عيناي معلقتين على قسمات وجهها، يسكنهما رجاء يتعلق بعينيها بأن تأخذني معها، لكنها نهرتني بقسوة رافضة الاستجابة لطلبي مكررة كلمة >عيب< مرات ومرات·قلت: ما العيب في أن أرافقك إلى السوق··...
قراءة الكل
أتحسس صدري، أجده كقفص فارغ، أتذكر عصفوري، أذكر أني كنت طفلة يومها، تعلقت بذراع أمي بينما هي تستعد للقيام بجولة شرائية في السوق القريب من بيتنا·كانت عيناي معلقتين على قسمات وجهها، يسكنهما رجاء يتعلق بعينيها بأن تأخذني معها، لكنها نهرتني بقسوة رافضة الاستجابة لطلبي مكررة كلمة >عيب< مرات ومرات·قلت: ما العيب في أن أرافقك إلى السوق·· ؟ قالت : لأنك فتاة، ولا يجوز للفتاة أن تخرج من البيت·هتفت بإصرار: بل سأخرج·وبدأت أمي ترمي الألغاظ، وتبيح الكلمات، لكني لم أفهم منها إلا كلمة واحدة بأني سأخرج معها، حتى وإن كان في ذلك عيب·تعلقت بيدها، بكيت، صرخت، ركلت الأرض، وكل أثاث البيت، سألتها : لماذا يخرج أخوتي من البيت في الليل والنهار·· ؟ أنا لست فتاة·· بل شاب، وسأخرج معك·صفعتني أمي على وجهي، ظناً منها أن الصفعة ستسكتني لكنني ازددت عناداً وإصراراً على الخروج·