يحظى تاريخ وكوردستان باهتمام متزايد من المؤرخين والباحثين من الوسط الأكاديمي (الجامعي) وخارجه. ومن مظاهر هذا الاهتمام المتزايد صدور عدد كبير من الكتب والدراسات والرسائل الجامعية والدوريات والمجلات التي تناولت جوانب شتى من تاريخ الشعب الكوردي المعاصر. أما موضوعها فهو الشخصية الكوردية البارزة الجنرال شريف باشا حياته دوره السياسي (...
قراءة الكل
يحظى تاريخ وكوردستان باهتمام متزايد من المؤرخين والباحثين من الوسط الأكاديمي (الجامعي) وخارجه. ومن مظاهر هذا الاهتمام المتزايد صدور عدد كبير من الكتب والدراسات والرسائل الجامعية والدوريات والمجلات التي تناولت جوانب شتى من تاريخ الشعب الكوردي المعاصر. أما موضوعها فهو الشخصية الكوردية البارزة الجنرال شريف باشا حياته دوره السياسي (1865-1951).وهكذا جاءت الرسالة مقسمة إلى أربعة فصول تابعت مراحل حياته الاجتماعية والسياسية والأدوار التي قام بها في كل مرحلة منها. وقد خصص الفصل الأول منها لدراسة سيرة الجنرال شريف باشا منذ ولادته وحتى الانقلاب الذي قامت به جمعية الاتحاد والترقي في تموز 1908 ضد حكم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني. ويتضمن هذا الفصل مباحث تناولت أصل الجنرال شريف باشا ونسبه ثم دراسته وشخصيته، ثم الوظائف والمناصب التي تقلدها في الدولة العثمانية وآخرها منصب وزير مفوض للدولة العثمانية في السويد (1898-1908) ما حققه من أعمال وإنجازات خلال فترة تقلده هذا المنصب على الصعيد الدبلوماسي والعلاقات الرسمية، وكذلك في مجال الحياة الاجتماعية العامة.أما الفصل الثاني فقد كرس لدراسة وبيان موقف الجنرال شريف باشا من جمعية الاتحاد والترقي قبل وبعد توليها مقاليد السلطة في الدولة العثمانية. ومن خلال مباحث هذا الفصل تتبع الباحث موقف الجنرال شريف باشا من تلك الجمعية عبر ثلاث مراحل. الأولى مرحلة تأييده الخفي للمعارضة العثمانية ضد حكم السلطان عبد الحميد الثاني عندما كان الجنرال شريف باشا وزيراً مفوضاً في السويد، ثم مرحلة التأييد المعلن لحكم الاتحاد والترقي بعد انقلاب تموز 1908 ووصولهم إلى السلطة، وأخيراً مرحلة المعارضة القوية لحكم الاتحاديين منذ أواخر 1908 وبداية 1909 بعد أن اختلف معهم حول توجهاتهم وسياساتهم إزاء الشعوب غير التركية في الدولة العثمانية.أما الفصل الثالث فقد خصص لدراسة مساعي الجنرال شريف باشا وجهوده في سبيل القضية الكوردية بعد أن تخلى عن شعار الرابطة العثمانية وتوجه نحو الفكرة القومية. وقد ركز الفصل على جهوده في مؤتمر الصلح في باريس (1919-1920) بعد اختياره من أوساط كوردية مهمة وترشيحه متحدثاً رسمياًَ عن الكوارد في ذلك المؤتمر. وتطرق شريف باشا بخصوص هذه القضية والاتصالات التي أجراها مع العديد من الشخصيات المهمة خارج أروقة المؤتمر. وتابع هذا الفصل موضوعاً آخر مهماً وهو دور الجنرال شريف باشا في الوفاق الكوردي-الأرمني.أما الفصل الرابع وهو الأخير فقد تطرق إلى نشاط الجنرال شريف باشا في العقود الأخيرة من حياته ويبدأ هذا الفصل بتوضيح عومل استقالة الجنرال شريف باشا من رئاسة الوفد الكوردي في المؤتمر، وكان في مقدمتها شعوره بالإحباط وإدراكه أن ما يهم الدول الكبرى هو مصالحها الاستعمارية وليس مستقبل الشعوب وحقها في تقرير المصير كما كانت تدعيه تلك الدول. وتابع الفصل أيضاً تجدد مساعي الجنرال شريف باشا مع الدول الكبرى من أجل القضية الكوردية وتصوره بأن هاتين الدولتين يمكن أن تقدما شيئاً إيجابياً للكورد إلا أن هذا التصور لم يكن في محله، ناهيك عن هزيمة الدولتين في الحرب العالمية الثانية. ثم يتطرق ما تبقى من هذا الفصل إلى آخر محاولاته مع البريطانيين في العام (1945-1946) لإقناعهم بإعطاء حكماً ذاتياً في إطار الدولة العراقية. وينتهي هذا الفصل بتحديد يوم وفاته ومكان دفنته.