للأفق ارتجالاته ومنائره، وللنهر مآقيه ومصباته، اسيرُ بين هامات خضراء وصفراء، أكاليل آلهة سومرية وهالات أئمة وقديسين، أسمع أطفالاً تجرحُ زرقة السماء فوق حقول النخيل، وأتذكر صلاة آنو، الأب السومري، يُعلن قيامة الفرات بين فخذيه وهو يحضن إيناناً تقدّمُ له قدحاً من دم العشب. أصافح الخليفة المنصور يرسم بفرجاله قوس الأسوار وثكنة القصر ...
قراءة الكل
للأفق ارتجالاته ومنائره، وللنهر مآقيه ومصباته، اسيرُ بين هامات خضراء وصفراء، أكاليل آلهة سومرية وهالات أئمة وقديسين، أسمع أطفالاً تجرحُ زرقة السماء فوق حقول النخيل، وأتذكر صلاة آنو، الأب السومري، يُعلن قيامة الفرات بين فخذيه وهو يحضن إيناناً تقدّمُ له قدحاً من دم العشب. أصافح الخليفة المنصور يرسم بفرجاله قوس الأسوار وثكنة القصر تاركاً أبواب الليل العباسي مشرعة على آلاف الليالي والأسحار والجنيّات.. أرى مقاماً صوفياً من القصب والأصفر في أرض جرداء مثل رغيف ساخن. أطفئ بيدي النار التي تحرق كتب أبي حيان، وأكاليل اللهب التي تأكل جبين الحلاج وأطراف عبدالله ابن مقفع. أدخل سرداباً قديماً في بغداد فأجد الحسن بن هانئ يهم بانتشال روح من جوف دن معتق، وأسائل أبا الطيب.. أين أرضُ العراق؟ فيجيبني "ونحن بتربان" .. ها هو القربان.