"كتب متعلم البقاء، قرأ فتعلم الموت، نظر إلى الطين فقال: لن ينساني، ومضى، ذهب إلى المرة ليسألها فلم تجبه، وسألته: أمسكت به يوماً وأنسته كل شيء إلا جسدها، عاد إليها لا لكي يراها، بل ليرى جسده، فكر أن يبني المدينة فأقام أول حجارة في المقبرة، رفع لها شواهد وصرخ يسألها فأجابت. شيد الأسوار عند ما كانت المدن جنيناً ولكنها لم تكبر من بع...
قراءة الكل
"كتب متعلم البقاء، قرأ فتعلم الموت، نظر إلى الطين فقال: لن ينساني، ومضى، ذهب إلى المرة ليسألها فلم تجبه، وسألته: أمسكت به يوماً وأنسته كل شيء إلا جسدها، عاد إليها لا لكي يراها، بل ليرى جسده، فكر أن يبني المدينة فأقام أول حجارة في المقبرة، رفع لها شواهد وصرخ يسألها فأجابت. شيد الأسوار عند ما كانت المدن جنيناً ولكنها لم تكبر من بعد، رسم خارطة بلادة وكان القمر يحدها من الشمال والمقبرة، من الجنوب: قا: سأقسم الأرض ولم يدر مع من. فأعطى ولم يأخذ في العاصفة احتمى باللجوء إلى المأوى، وعندما انطلقت الرياح منه... هدمه. أراد ن يؤاخي ألما وراء قبل الموت، فابتكر الجنون، اختار المجد قبراً يلقي فيه ما شاء من حياته، ليذهب خالياً وحيداً إلى قبره..."من المكان استمد "شوقي عبد الأمير" ملامح كلماته مجسداً إياهاً ومحولاً خيالاتها اللامنتهية إلى عبارات ملفتة تقترب من الواقع بعد أن تتجسد بقوالب ترسم المجتمع وتحكي عنه.