إن هذا الكتاب محاولة لنقد التجربة التاريخية، ومحاولة لتطبيق أساس موضوعي، في فهم الصراع العربي الإسرائيلي ومعنى التحول نحو السلام. فهو كتاب عن مراحل متداخلة، وعن طموحات سقطت مع الزمن، وأخرى استمرت متضمنة بالشكل الذي يصاغ به سلام اليوم. فرغم سقوط أهداف عديدة (التحرير الكامل، العودة الشاملة، إنهاء الوجود الصهيوني في فلسطين)، إلا أن...
قراءة الكل
إن هذا الكتاب محاولة لنقد التجربة التاريخية، ومحاولة لتطبيق أساس موضوعي، في فهم الصراع العربي الإسرائيلي ومعنى التحول نحو السلام. فهو كتاب عن مراحل متداخلة، وعن طموحات سقطت مع الزمن، وأخرى استمرت متضمنة بالشكل الذي يصاغ به سلام اليوم. فرغم سقوط أهداف عديدة (التحرير الكامل، العودة الشاملة، إنهاء الوجود الصهيوني في فلسطين)، إلا أن الفلسطينيين لم يغيروا هدفهم الذي يقي متضمناً في مراحل مواجهاتهم مع الصهيونية إلا وهو إقامة دولة فلسطينية.وبالرغم من هزيمة 1967، وكوارث لاحقة لها، لا زال الهدف السوري في استعادة الجولان، وبناء توازن جغرافي عسكري سياسي لا يقل عن الهدف الإسرائيلي في المحافظة على التفوق العسكري والمني والسعي للاحتفاظ بما يمكن الاحتفاظ به من الجولان المحتل. وبالرغم من التحرك نحو ا لسلام، إلا أن الهدف العربي لا زال في أساسياته يسعى للحفاظ على الذات والاحتماء من آفاق طموحات إسرائيلية بالسيطرة أو التوسع في مجالات الاقتصاد أو غيرها. وبين كل الأطراف اللبنانية والسورية والمصرية والأردنية والفلسطينية، يتبلور سلام يبحث عن الجديد وسط إقليم تتناوبه رياح تتمسك بالقديم، وأخرى تهيؤه للتغيير في أساليبه في إطاره، وتحليل للصراع والسلام دون جعل العاطفة تسيطر على العقل والقلب.وينقسم الكتاب إلى سبعة فصول متداخلة. ففي الفصل الأول"النقد الذاتي والجذور التاريخية للسلام العربي الإسرائيلي"، مراجعة نقدية لكيفية تعامل العرب مع حروب ومواجهات ومراحل الصراع العربي الإسرائيلي. أما الفصل الثاني الاستقلال الوطني في العالم العربي: حالة الفلسطينيين فهو تقيين مكثف ومتداخل لتجربة الحركة الوطنية الفلسطينية الحديثة وطبيعة المعوقات التي واجهتها وساهمت ف يمنعها من تحقيق الكثير من أهدافها السياسية والعسكرية. ومن أجل استكناه طبيعة العقبات التي منعت الفلسطينيين من التوصل إلى الكثير من أهدافهم، تدرس وتحلل الفوارق بين النموذج المعتاد لحركات التحرر الوطني العربي، وبين العربي، وبين الحركة الوطنية الفلسطينية، مع الالتفات بصورة خاصة إلى كل من الطبيعة الفريدة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وطبيعة الشتات الفلسطيني، ووهن القاعدة الاجتماعية –الاقتصادية لحركة التحرر الفلسطيني، وظروف الانتفاضة. ويقوم الفصل أيضا، آثار أزمة الخليج والغزو العراقي على الحركة الوطنية الفلسطينية.ويحلل الفصل الثالث "الانتفاضة الفلسطينية" الظروف التاريخية التي أدت إلى الانتفاضة والتي حولتها لقوة متنامية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. أما الفصل الرابع "السياسة الإسرائيلية وصراع التيارات" فيهدف إلى توضيح الأبعاد المتعددة في السياسة الإسرائيلية نحو الأرض والأمن والفلسطينيين والعرب. إن هذا الفصل يعكس متابعة دقيقة وغنية لسياسة التشكيلات الإسرائيلية الحاكمة منذ نشوء الدولة عام 1948 حتى حكومة الليكود منذ انتخابات 1996. وفي الفصل الخامس "انطلاقة السلام تضارب المصالح، وعودة اليمين"، وصف لانطلاقة العملية السلمية منذ أوسلو وتعرجاتها على جميع المسارات العربية الإسرائيلية ، كما وفيه توضيح لطبيعة ومعنى انتصار الليكود وبنيامين نتنياهو في انتخابات 1996، وهنا تم تقدم شرح موجز لطبيعة الضغوط والمصاعب التي سيواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، لو أصر على ممارسة شعارات الحملة الانتخابية الإسرائيلية.وفي الفصل السادس"الوضع الفلسطيني في الإطار الاستراتيجي" توضحي للأبعاد السياسية المرتبطة بالسلام الفلسطيني الإسرائيلي وعوامله وطبيعته في ظل الحكم الذاتي. كما يتعمق في شرح طبيعة الأهداف الفلسطينية، وعلاقتها بقضايا القدس واللاجئين والسيادة والمستوطنات. هناك توقف عند العلاقة الأردنية الفلسطينية ومركزيتها وآفاقها في المستقبل، إضافة لدور عرب 1948 في إسرائيل.وفي الفصل السابع والأخير "ديناميكية الإطار الأوسع للسلام، منطق المعارضة، ومكونات المستقبل" شرح للسوق الشرق أوسطية المطروحة في إطارها العام وفي ظل اللجان المتعددة الأطراف المنبثقة عن مدريد. ويعرف هذا الفصل القارئ على الإطار الأوسع للسلام كما يبحث في جدلية المعارضة العربية والإسلامية للتسوية. إن هذا الكتاب هو محاولة للتفكير بصوت مرتفع لصالح فتح الحوار والنقاش حول أمور الصراع والسلام العربي الإسرائيلي، مع كل المهتمين والمتأثرين بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.