الرحيل المارد

"أجل لمّا أزل حرّاثاً بستاني الغد والشعر مملكتى، ووجوهكم ميادين صحو وبشر يا طيبها أيامكم! كانت ندىً وعلى خدود الندى أراجيح أحلام، مراً كان أوتار تقوي العبر. هل يلقى المغامر حباله ويضيق بندائي الصخر مستاءً لأن العرف يجب عنه قمة الجبل؟مثلكم أتفقد ذاكرتي في وحدتي، ألفيكم في كتابي كما لخطي على الورق، خمائل تموج وراء خمائل بالنهي والكبر. بلى دقّ الخريف بابي والشيب غزا. وأنتم سلمتم، جواهر ملء النظر. هي الطريق تجري في تلّ ثم في منحدر. لتكلم المعاني مساربها إلى القلب، ولتكلم الكلمات موسيقاها التي تسري نغماً شجياً يتردد صداه داخل النفس. وكان الرحيل المارد، مقدمات قدوم لشاعر قادر على بناء مدائن من الكلمات.