بأسلوبها الذي وصفه كثيرون بالسهل الممتنع، وبشفافية وصدق ترسم سيليا حماده بصمتها الخاصة في عالم الشعر إلى حد التماهي بين العاشق والمعشوق، الشاعر والشعر. تقول في مقدمة مجموعتها الشعرية الجديدة: "رسائل إلى آدم" أعلم أن الكتابة تعشقني/كما أعشقها/يفضحها بريق عيوني/بعد كل فعل كتابه".في تمردها على الواقع وربما في بحثها عن العلاقة الاست...
قراءة الكل
بأسلوبها الذي وصفه كثيرون بالسهل الممتنع، وبشفافية وصدق ترسم سيليا حماده بصمتها الخاصة في عالم الشعر إلى حد التماهي بين العاشق والمعشوق، الشاعر والشعر. تقول في مقدمة مجموعتها الشعرية الجديدة: "رسائل إلى آدم" أعلم أن الكتابة تعشقني/كما أعشقها/يفضحها بريق عيوني/بعد كل فعل كتابه".في تمردها على الواقع وربما في بحثها عن العلاقة الاستثنائية بين آدم وحواء تتخطى جمال المظهر لتعيد إلى حواء بريق جمالها الذي يشع من داخل الأنثى/الإنسان، وتبعث برسائلها إلى آدم اليوم والأمس. فترسم حدود العشق وتحرر لون عينيه من زيف الصور كما تقول في إحدى قصائدها، تعشقه تتمرد عليه، تستفزه لكي يغوص أكثر في أعماق الأنثى، تميته بين ذراعيها وتحييه، وتقول له جئت إلى الأرض لا لأكون أداة، بل لأعيدك بالحب إلى دائرة النور. فهل ستصل إلى آدم الرسالة؟تقول الشاعرة في المقدمة أنها اختارت عنوان أحد أبواب ديوانها السابق "إمرأة كل العصور"، عنواناً لمجموعتها الشعرية الجديدة "رسائل إلى آدم" وضَمّنته قصيدتين أساسيتين حول نظرتها الفلسفية لعلاقة حواء بآدم تتلخص بدور حواء إعادة آدم إلى دائرة النور بالحب، في: لم أعجن من طين وماء/بل من حب ونقاء... وفي: هي كانت تفاحة واحدة/لا أكثر...وتضيف الشاعرة: "رسائل إلى آدم" هي رسائل في الحب والحياة والانتماء والوطن والخيبات والوجع، ورؤيتي للأنوثة ومفهوم تلك العلاقة بين المرأة والرجل: أرسم حدود العشق/أعيد رسم أنوثة/أريقت في بلاط السلاطين/ومقاهي المفكرين والضجر/...".وتصف نفسها بالشاعرة النرجسية الحالمة والأنثى التي تعشق الحياة والحرية وتحلم بوطن أفضل. وتقول: "أعبّر عن المرأة التي تحيا بالحب الذي هو طاقة الكون، تعشق نفسها وتعشق الرجل: قد تعشقك كل النساء/وتبقى تبحث عني/وتدرك أنك بي تحيا/... تقدس دور المرأة الأساسي في الحياة، رافضة الإطار العام الذي وضع فيه جسد المرأة وتصر على أن يراها الرجل (آدم) ككل وليس كجزء، حتى لا يكون هو تائها وحتى لا تتوه هي عن رسالتها، لأنها بطبيعتها تحمل رسالة الحب ولأن العالم لا يحيا بسلام إلا بالحب".وتتابع الشاعرة: "في الوطنيات والوجدانيات أعبر عن وجع الإنسان في الوطن والغربة، أضع يدي على بعض الجراح وأعيش الخيبات وأحلم مع الحالمين والحالمات بحياة أفضل لا تتجسد بالأحلام فقط (...)".يتوزع الديوان على سبعة مجموعات شعرية جاءت تحت العناوين الآتية: 1- رسائل حب، 2- رسائل إلى آدم، 3- إمرأة من نور ونار، 4- نرجسيّة شاعرة، 5- وطنيات، 6- رسائل متمردة، 7- وجدانيات.
