وإن من أعظم القربات إلى الله تبارك وتعالى نشر الدعوة الإسلامية، وبخاصة ما يتصل منها بالعبادات، حتى يكون الناس على بينة وعلم من أمرهم في عبادتهم لله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما العلم بالتعلم، وإنما الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا...
قراءة الكل
وإن من أعظم القربات إلى الله تبارك وتعالى نشر الدعوة الإسلامية، وبخاصة ما يتصل منها بالعبادات، حتى يكون الناس على بينة وعلم من أمرهم في عبادتهم لله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما العلم بالتعلم، وإنما الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بخط وافر» رواه أبو داود والترمذي في سننهما، والعلم بأمور الصلاة أولى.أخي المسلم حاولت في هذا العمل المتواضع أن أقدم لك صفات صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، حسب اجتهادي، وأن أقربها إليك في منهاج جديد بسهل معه الفهم والتذكر والتركيز والقراءة والتتبع لجميع المؤمنين الصغار منهم والكبار، ويعمل على ترسيخ هذه الصفات وجميع المعلومات التي تتعلق (بالطهارة والصلاة) حتى تكون واضحة وماثلة في الذهن، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «صلوا كما رأيتموني أصلي» رواه البخاري في صحيحه.وأرى من الواجب على كمسلم، وخدمة لديني، وسعيا وراء مصلحة المسلمين كافة، أن أتوجه بهذا الكتاب إلى الشباب المؤمن المسلم في كل مكان، الذين هم حماة الدين وحملة مشعله، راجيا من الله أن يجدوا فيه ضالتهم المنشودة ويكون لهم عونا على فهم دينهم الصحيح فيما يتعلق بالطهارة والصلاة، ويساعدهم على تأدية هذا الفرض الذي يعد عماد الدين، وهو الصلاة التي شرعها الله، وجعلها فرضا مفروضا، وركنا من أعظم أركان الإسلام، وهي التي نصل المسلم بالله وصلا وثيقا، حتى لا يصدر عنه إلا ما يرضي الله ورسوله من أقوال وأفعال وسلوكات، ولا تتحرك جوارحه إلا بما يحبه الله تبارك وتعالى ويرضاه، واهتمامي بموضوع الصلاة هو نابع من ذلك النور الذي يشرق في قلوب جميع المؤمنين فيملأها ضياء بذكر الله وخشيته ومحبته وطاعته، وقد حاولت أن أركز في هذا الكتاب على (الطهارة والصلاة) لما لهما من علاقة وفضل كبير على المسلم، ولإن الصلاة هي ذلك الرباط الذي يربط المؤمن بخالقه في كل لحظة وحين، خمس مرات في اليوم، ليؤدي ما يجب عليه نحوه من طاعة وحمد وشكر.وإذ أقدم هذه المحاولة راجيا بها خدمة ديننا، ومنفعة المسلمين، أسأل الله أن ينفع بها، وأن يجعل عملي هذا خالصا لوجه الله الكريم، وآمل أن أكون من وراء هذا العمل المتواضع قد ساهمت في تقريب معرفة الصلاة للمؤمنين بأسلوب جديد بقدر المستطاع، والله أسأل التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.