تعتبر الفضائيات الإعلامية جزء من أجهزة الاتصالات الجماهيرية التقليدية والتي تشمل الصحف والمجلات والراديو وسينما والتليفزيونات المحلية وظيفتها إعلام المواطن بما تقوم السلطات السياسية من أعمال. فلكونها أدوات بث ، فالقنوات الفضائية بنقلها للصورة والحدث إلى الفرد كمتلقي ،تجعل من هذا الأخير أداة في عملية تعبئة الاخر - الشخص الثالث - ...
قراءة الكل
تعتبر الفضائيات الإعلامية جزء من أجهزة الاتصالات الجماهيرية التقليدية والتي تشمل الصحف والمجلات والراديو وسينما والتليفزيونات المحلية وظيفتها إعلام المواطن بما تقوم السلطات السياسية من أعمال. فلكونها أدوات بث ، فالقنوات الفضائية بنقلها للصورة والحدث إلى الفرد كمتلقي ،تجعل من هذا الأخير أداة في عملية تعبئة الاخر - الشخص الثالث - عند توصيل الفرد الخبر إلى هذا الأخر حين الدخول معه في نقاش أو في جدال أو في إيصال له الحدث ووصفه للصورة التي تم استقائها من هذه القنوات .ان عملية الايصال هذه لا تعني في هذه الحالة ان هناك استقلالية لدى كل من الفرد والأخر بما يعتقد كل منهم من افكار ، بل انها تعني ان تفاعل بين الطرفين يقوم على اساس ان المعطيات التي تقدمها لهم القنوات الاعلامية والمشتقات منها افكارهم تساهم في ما يتعين عليهم التفكير به وليس ما يفكروا به. ان استغلال القنوات التلفزيونية للوسائل البصرية والتركيز عليها قادت الى خلق وضعية الاعتماد المباشر للمشاهد والمتفرج على ما تقدم له القنوات التلفزيونية من معطيات والتي كان من بين نتائجها : التأثير على واقع الفرد النفسي بخلقها لحالة التبعية وبدفعها للفرد بالبحث عن هويته الاجتماعية وتقديره الذاتي. ان التحليل السوسيولوجي السياسي بخصوص عمل الفضائيات ينطبق على عمل الفضائيات العربية ، غير ان هناك اختلافات كبيرة في الاهداف التي يراد تحقيقها يعود قسما منها الى وضعية الفضائيات العربية بمعنى تكوينها داخل بيئة سياسية غير منفتحة على الاخر بشكل جذري ، والقسم الاخر الى منهجية عملها التي تتداخل مع ذاتية القائمين عليها.وان اسلوبها يذهب الى استعمار الشعور وليس فقط بسرقة الشعور ، هدفها السيطرة على الارادة لغرض اعادة هيكلة الانظمة السياسية العربية.