"غاليتي: لا أعرف ماذا أقول لقد استيقظت هذا الصباح ولا يدور في خلدي إلا أن أجرد نفسي أمامك كمرآة فيها نفسي أرى فيها كبريائي وضعفي وجموحي مع نفسي لكن وجدت نفسي تراودني في أن اكتب أو لا أكتب صكاً من الشوق لهذا القدر الذي ما زال يحاول أن يجردنا من كل ما يعترينا من البكاء الداخلي مع ما تكابده من لهفة وحنين. حديقتي: أنا لا أجرب فيك زر...
قراءة الكل
"غاليتي: لا أعرف ماذا أقول لقد استيقظت هذا الصباح ولا يدور في خلدي إلا أن أجرد نفسي أمامك كمرآة فيها نفسي أرى فيها كبريائي وضعفي وجموحي مع نفسي لكن وجدت نفسي تراودني في أن اكتب أو لا أكتب صكاً من الشوق لهذا القدر الذي ما زال يحاول أن يجردنا من كل ما يعترينا من البكاء الداخلي مع ما تكابده من لهفة وحنين. حديقتي: أنا لا أجرب فيك زراعة أزهاري ولا أسورك بسياج من العشق والغرام بل أنصبك بداخلي كحديقة أتظلل تحت أشجارها وأشرب من مائها كمن يحن إلى صدر أمه. لكن أخاف منك كقول الشاعر (أخاف التقمص فيك، أخاف التوحد فيك) لأنك يا حديقتي واحة جميلة لم تكن في يوم من الأيام لي، بل من خلال الروح وهذا لا يمكن أن يشاركني فيه أحد غيري".سهل عبد الكريم يدوّن في هذه الباقة المختارة من الأشعار رسائل مفعمة بالحب، يبكي فيها ويناجي، ويصرخ، ويدافع عن مشاعره المفعمة بالحنين إلى إنسانة هي مجهولة بالنسبة له ولكنها موجودة في أعماقه يتحدث معها عن حبه لها الذي يناشده بالظهور ليعبر له بالفعل عما عبّر عنه بالكلمة المفعمة بالمشاعر الثائرة.