تحتفل هذه السلسلة بما تنتجه القرائح الوثّابة، وتبدعه العقول الخلاقة من أجناس أدبية، فيها عتق الأصالة ووهج الحداثة.. يذيب فيها الأديب نفسه، ويعصر قلبه، وينسج خيوط آماله ومخاوفه التي هي آمال الإنسانية ومخاوفها، ويستوري من رفات الآلام شهاباً يحترق ليضيء للناس طريق الحياة، ويمتع بنتاجه القلوب، ويلذ العقول، ويثير الفكر والوجدان.في أس...
قراءة الكل
تحتفل هذه السلسلة بما تنتجه القرائح الوثّابة، وتبدعه العقول الخلاقة من أجناس أدبية، فيها عتق الأصالة ووهج الحداثة.. يذيب فيها الأديب نفسه، ويعصر قلبه، وينسج خيوط آماله ومخاوفه التي هي آمال الإنسانية ومخاوفها، ويستوري من رفات الآلام شهاباً يحترق ليضيء للناس طريق الحياة، ويمتع بنتاجه القلوب، ويلذ العقول، ويثير الفكر والوجدان.في أسلوب قصصي، يسجل المؤلف ذكرياته عن رحلة فريدة من رحلات الاستكشاف، قام بها في المناطق النائية من قارة أمريكا الشمالية.بدأت الرحلة من مدينة صغيرة تقع في غرب كندا، وانتهت عند مشارف الدائرة القطبية الشمالية، ولم يكن يقابل إلا جماعات متفرقة من الهنود الحمر، أغلبهم من قبائل السو والآباش.وفي أحداث الرحلة، يعرض لنا قصصاً إنسانية عن حياة المستكشفين، وما يتعرضون له من أخطاء ومفاجآت، وبالذات عندما يضلون طريقهم بسبب العواصف والأعاصير، ويصور المناخ النفسي الذي يعيشون فيه، وآلام الوحدة والاغتراب.ومن خلال القصص، نتعرف أيضاً على جمال الطبيعة في الأنهار والبحيرات، والغابات والأحراش، وما يوجد بها من أنواع الطير، والوحوش والحيوانات والظواهر الفلكية الخلابة، مثل ظاهرة "الأورورا" أي الضوء القطبي الذي يظهر في الليل، ولا يمكن مشاهدته إلا في المنطقة القطبية أو العروض العليا في الأرض.وفي تلك البلاد البعيدة عن وطنه وعن العالم المعمور يتابع المؤلف الأحداث السياسية التي تمر بها بلاده، خلال فترة من أحرج الفترات في تاريخها المعاصر، ويصور مدى تأثيرها عليه، وعلى علاقاته بالآخرين من حوله.ومن المعايشة الطويلة مع الهنود الحمر، سجل الكثير عن عاداتهم وتقاليدهم، وأعيادهم، وأفراحهم، وذكرياتهم عن الحروب الطاحنة والمعارك الضارية التي خاضوها.