أحيانا كثيرة تكون اللامباشرة في الأدب أصدق وأكثر أناقة من المباشرة، وعلى النسق ذاته قد تكون هنالك مقاربات عدة لفلسطين في الأدب غير ما يسمى بأدب المقاومة، ولعلّها تكون الأرفق بتلك البلاد التي أُجهدت في الأدب كما في التاريخ. لعلّها، البلاد، أرادت سماع بعض القصائد عن جماليّات تفاصيلها (شرفات مبانيها مثلا) وعن آلام يوميّة رقيقة وهشّ...
قراءة الكل
أحيانا كثيرة تكون اللامباشرة في الأدب أصدق وأكثر أناقة من المباشرة، وعلى النسق ذاته قد تكون هنالك مقاربات عدة لفلسطين في الأدب غير ما يسمى بأدب المقاومة، ولعلّها تكون الأرفق بتلك البلاد التي أُجهدت في الأدب كما في التاريخ. لعلّها، البلاد، أرادت سماع بعض القصائد عن جماليّات تفاصيلها (شرفات مبانيها مثلا) وعن آلام يوميّة رقيقة وهشّة لنوستالجيا فردية بعيدة عن استراتيجيّات القصائد الملحميّة الجمعيّة، ولكلٍّ قيمتها.وفي قصائد “وفي رواية أخرى” لسمر عبد الجابر، نقرأ عن تلك التفاصيل وعن أخرى وعن أشياء لا خصّ لفلسطين بها (كما نظن) وكذلك عن تفاصيل لا تكون إلا هناك، وعن جاردينيا وحزن وفراشة ووحدة وأوتوستراد وانتظار وصورة ودرابزين ومياه على طريق وضباب خفيف وغبار قليل وسجادة وأرق وأشياء أخرى قد يبدو أن لا خصّ لفلسطين بها في النصوص، إلا أن حالة ما لنوستالجيا ما إلى حيفا واحدة رُحّل أهلها. الحنين إلى شيء لا يَلزم الإشهار، ولعلّ الأصدق من بينها هو ما يظهر بغير هيأته، الخجول المتواري ويمكننا القول: الأنثوي، كما في هذه النصوص. يظهر وكأنه صدفة غير مقصودة في ثنايا قصيدة (مثلا) لا علاقة علنيّة بينها وبين ثيمة الحنين، في لعبة يرتّب لها تواطؤ لاوعي ووعي الشاعر(ة) من حيث لا (تـ) يدري.