الأهوار بسيطة الماء الممتد على أديم سومر القصب والمضايف وأيشانات كانت منذ أزل التكوين أمكنة لمدينة صنعت الحضارة من أول نعومة أضفرها.. حيث شهد الطوفان انبثاق الحساب الآلهي وحيث أسست السلالات مدن الضوء والحكمة وكانت على بدءها حاضنة النبؤة إبراهيم (ع) ونشأت أول الحضارات البشرية. ومن أديم طين تلك الأرض فخرت ألواح الكلمة وصنعت القيثا...
قراءة الكل
الأهوار بسيطة الماء الممتد على أديم سومر القصب والمضايف وأيشانات كانت منذ أزل التكوين أمكنة لمدينة صنعت الحضارة من أول نعومة أضفرها.. حيث شهد الطوفان انبثاق الحساب الآلهي وحيث أسست السلالات مدن الضوء والحكمة وكانت على بدءها حاضنة النبؤة إبراهيم (ع) ونشأت أول الحضارات البشرية. ومن أديم طين تلك الأرض فخرت ألواح الكلمة وصنعت القيثارات والفلك الذي مد حلم تجارته إلى مدن آسيا وارمينا وسائر البسيطة.هذه البيئة المتفردة بكل تنوع أشكالها منذ أن هجرتها رؤى الحضارة واندثرت مدنها في انحلال الإمبراطوريات ظلت تعاني عزلة الحياة وصارت أمكنة للنأي والهروب والنسيان. وبسبب تداخل الوجود الحضاري والتعامل اللا مرن بين مركز السلطة وتلك الأماكن وخاصة بعد التطور الحضاري للدولة العربية أيام حكم بني أمية والعباس نأت هذه الأمكنة عن الواجهة الاجتماعية وكيفت لحياتها وضعا خاصا صارت فيه الحياة تعتمد على الموجود والمتوفر ولحاجة لتمد خيوط الوصل مع البر الأخر حيث أمدتها الطبيعة بالماء والطير والخضرة والسمك، وبالرغم من هذا لم تتخلص هذه المناطق رغم عزلتها من طمع السلاطين ورغبتهم ببسط سلطة الجور والحكم على هذه البطاح .فكان على هذه البقاع أن تختار الحياة بطريقة شريفة وتقاوم.وعلى سفر لاينتهي قاوم عرب الأهوار الغزاة الطامعين، والحكام المستبدين. وكانت لهم دويلات وإمارات قوية وأمكنة أمان يستجير بها الثوار ورافضي سلطة الظلم وقطع الرؤؤس.ويذكر التأريخ لنا إن هذه البطائح شهرت سيوف مقاومتها منذ زمن الاسكندر وحتى طوب الجنرال مود وظلت إلى ما بعد مود تبحث عن الحياة ولازالت. الحاج عصام كريم كزار الأسدي