قصيدة اللذة والمدائح والأساطير البرابرة لا يشتهون النساء..إنهم يشتهون الخيول..كانوا هؤلاء برابرة الأمس..برابرة اليوم يشتهون دوران القفى اتجاه عارضات الأزياء وبنات الملاهي وعاقدات العزم على كتابة أنشودة المرأة التي سرقت لبّ يوسف...يتذكّر في عسكريته القديمة كم سمع في ساحة العرض قبل النفير آية يوسف..وعن ظهر قلب حفظ قصّته كلها..لكنه...
قراءة الكل
قصيدة اللذة والمدائح والأساطير البرابرة لا يشتهون النساء..إنهم يشتهون الخيول..كانوا هؤلاء برابرة الأمس..برابرة اليوم يشتهون دوران القفى اتجاه عارضات الأزياء وبنات الملاهي وعاقدات العزم على كتابة أنشودة المرأة التي سرقت لبّ يوسف...يتذكّر في عسكريته القديمة كم سمع في ساحة العرض قبل النفير آية يوسف..وعن ظهر قلب حفظ قصّته كلها..لكنه - الآن - في شهيته الغامضة من يسمع خلجاته..فقط؛ النعناع البري..وأحمر الشفاه الغامق...تنشط ذاكرة الشاعر عندما تنشط ذاكرة المكان، وكلاهما يشكّلان ذاكرة لفضاء أوسع، ينتج عنه ولادة عسيرة لجنين الجملة المتراصّة مع أخواتها، واللائي يشكّلن جسد القصيدة. والقصيدة هي ما يختبئ تحت معطفها الشعر، تلك الانثيالات الهابطة من أمكنة الخيال والتفكير والمسجّلة على اللوح، أو الورقة، خواطر وأحلام ورؤى، يعتقد الشاعر أنها وُلدت نتاج تفاعل ما يكمن في باطنه، وهذا العالم الذي يتحرك حوله، ويوعز، أو يثير فيه رغبة التأثير. وحتماً؛ العالم هو المكان، وأهمّ مكوّنات هذا المكان هو المدينة الجزء الكبير من الكل الأكبر، ومن المدينة تتجزّأ الأمكنة إلى أصغر، فأصغر، حتى نصل إلى مكان موطئ القدم، وربما هناك ما هو أصغر منه، تلك المساحة الضئيلة من الأرض التي تخزن فيه النملة مؤنة الشتاء.