الغذاء هو المادة الوحيدة التي تجمع دائماً بين اللذة والحاجة، فهو يرضي مختلف الأذواق ويؤمن حاجة الجسم للنمو والتكاثر والتجدد، كما أن الغذاء كان وسيقى محور الحياة. هذا وتلعب التغذية دوراً أساسياً في صحة الإنسان وكثير من أمراض العصر، كمرض القلب والسرطان والسكري والسمنة، لها علاقة مباشرة بنوعية غذاء الشخص. لهذه الأسباب انصبت كل جهود...
قراءة الكل
الغذاء هو المادة الوحيدة التي تجمع دائماً بين اللذة والحاجة، فهو يرضي مختلف الأذواق ويؤمن حاجة الجسم للنمو والتكاثر والتجدد، كما أن الغذاء كان وسيقى محور الحياة. هذا وتلعب التغذية دوراً أساسياً في صحة الإنسان وكثير من أمراض العصر، كمرض القلب والسرطان والسكري والسمنة، لها علاقة مباشرة بنوعية غذاء الشخص. لهذه الأسباب انصبت كل جهود المنتجين لتأمين نوعية غذاء جيدة وكمية كافية للجنس البشري. وغالباً ما يرافق الأهل القلق على صحة أولادهم وراحتهم، ولا سيما الأطفال منهم، والواقع أن الغذاء هو الوسيلة الأولى والأساسية التي تضمن لهم التوازن التام والنمو الصحيح. لكن الغذاء وحده لا يكفي ولا يحمي الأولاد من الآلام الخفيفة، ومن الأمراض المتنوعة، عن طريق تأمين ما يحتاجونه يومياً من الفيتامينات والكالسيوم والبروتينات، ثم إن أوقات الطعام تعتبر ميزة لدى الأولاد، إذ يكتشفون خلالها مذاقاً وقواماً جديدين، وهذا ما يكسبهم خبرة ومهمة لنمو شخصيتهم من هنا ينبغي للأهل إدراك مسؤوليتهم في ما يقدمونه إلى أطفالهم من طعام، وعليهم التفكير بكيفية نموهم وتطورهم، مما يستدعي الاهتمام بغذاء متنوع ومتوازن. وغالباً ما يكون الأطفال أكثر استعداداً مما يعتقد الأهل لتقبل الأغذية المتنوعة وللتكيف مع الجديد منها. إلا أنهم، كما هو حال الكبار، لا يستسيغون كل شيء. وهم لا يكترثون للأغذية المركبة، إذ المهم لديهم المذاق، وانتقاداتهم في هذا المجال لا ترحم ولا تقبل الرد، مما يعني أن تحضير الأغذية المركبة يجب أن يكون متوازناً وأن يؤمن المذاق الذي يروق للأطفال. إن كلمة السر لتغذية صحية تكمن في الاعتدال بكمية الطعام المستهلكة، والتنويع من الأصناف المتوفرة، والتوازن بين جميع المغذيات، إذ لا يوجد طعام واحد يحتوي على جميع المغذيات الضرورية، ولا يوجد غذاء يغني عن غيره. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يتناول تغذية الطفل من الشهور الأولى، وحتى السنة السادسة، متطرقاً إلى الحديث وبالتفصيل عن التغذية خلال فترة الرضاعة والفطام، مبيناً الأغذية الأساسية التي تساعد في بناء جسم الطفل بناءً صحياً متكاملاً، وشارحاً من ثم وجبات الطعام التي يتناوله الطفل في جميع المراحل المبينة سابقاً، مخصصاً فصلاً لتوضيح الأغذية المساعدة على نمو الطفل.