يتناول هذا البحث للشيخ "ندا أبو أحمد" دراسة لأول علامات الساعة الكبرى، وهي خروج المسيح الدجال، وأشراط الساعة الكبرى هي: العلامات التي تقارب قيام الساعة، فإذا ظهرت هذه العلامات كانت الساعة على إثرها، وهي عشر علامات: جاء ذكرها في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري - رضي الله عنه - قال:"اطَّلع النبيُ - صلى الله ...
قراءة الكل
يتناول هذا البحث للشيخ "ندا أبو أحمد" دراسة لأول علامات الساعة الكبرى، وهي خروج المسيح الدجال، وأشراط الساعة الكبرى هي: العلامات التي تقارب قيام الساعة، فإذا ظهرت هذه العلامات كانت الساعة على إثرها، وهي عشر علامات: جاء ذكرها في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري - رضي الله عنه - قال:"اطَّلع النبيُ - صلى الله عليه وسلم - علينا ونحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر:الدُّخان، والدَّجَّال، والدَّابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم". والمسيح الدَّجَّال: الذي يعد خروجه من العلامات الكبرى للساعة، هو أعظم فتنة تحدث على وجه الأرض، فهو شخص يبتلي اللهُ الناسَ به، ويُمَكِنُّهُ من خوارق كثيرة، يضل بها الناس، فيرسل معه الخصب وزهرة الدنيا... وغير ذلك مما يقع بمشيئة الله تعالى وقدرته، حتى إنه يمنحه قدرة على قتل رجل ثم إحياءه، استدراجاً له وامتحاناً لغيره، ولذلك سُمِّي مسيح الضلالة، ثم يعجزه الله سبحانه، فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ثانية، ولا على غيره، ثم يبطل أمره، ويقتله مسيح الهدى عيسى ابن مريم عليه السلام. وهو يتدرج في دعواه، فيدَّعي الصلاح، فالنبوة، ثم الإلهية، ويظهر الخوارق، وقد اقتضت حكمة الله أن يكون تكذيب دعواه بحالته ونقص صورته، وعجزه عن إزالة العيب الذي في عينيه كلتيهما، لتقوم الحجة على العامة والخاصة بأنه كذَّاب. وفتنته عظيمة جداً تدهش العقول، وتحيِّر الألباب، مع سرعة مروره في الأرض، فيغتر به رعاع الناس، وهو لا يمكث بينهم بحيث يتأمَّلون حاله، ويطَّلعون على العيب الذي فيه، ولهذا حذرت الأنبياء أممها من فتنته، ولاسيما محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإنه خارج في أمته لا محالة"(شرح مسلم للنووي: 15/58)وقد تناول الكاتب ظهور المسيح الدَّجَّال ضمن دراسة موسعة لعلامات الساعة بقسميها الصغرى والكبرى مما صح من روايات السنة النبوية وصحيح الأخبار، فقد لاحظ الكاتب كثرة الكذب والتخرصات بإيراد الروايات الضعيفة والمنكرة في هذا المبحث، فآثر الكتابة في هذا الموضوع مبينًا صحيحه من سقيمه، وما ثبت في علامات الساعة وأشراطها. وتنقسم أمارات السَّاعَة الصغرى إلى ثلاثة أقسام:-القسم الأول: الأمارت الصغرى التي ظهرت وانقضت.القسم الثاني: الأمارات الصغرى التي ظهرت ولازالت تتتابع.القسم الثالث: الأمارات الصغرى التي لم تظهر.
