هذا هو الجزء الثلاثون من سلسلة "الدار الآخرة" للشيخ ندا أبو أحمد التي يواصل فيها التعريف بالدار الآخرة وما يحدث فيها من أحداث وأهوال، وحساب للخلق على حصاد أعمالهم، وهذا الجزء يذكر فيه الكاتب أسباب النجاة من النار. قال تعالى: ﴿ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَا...
قراءة الكل
هذا هو الجزء الثلاثون من سلسلة "الدار الآخرة" للشيخ ندا أبو أحمد التي يواصل فيها التعريف بالدار الآخرة وما يحدث فيها من أحداث وأهوال، وحساب للخلق على حصاد أعمالهم، وهذا الجزء يذكر فيه الكاتب أسباب النجاة من النار. قال تعالى: ﴿ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران:185]. فالنجاة من النار هي الفوز الحقيقي والسعادة التي لا شقاء بعدها. وانظر ماذا قال آخر رجل يمر على الصراط؛ لتعلم مدى سعادة مَن ينجيه الله من النار. ففي الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"... آخر مَن يدخل الجَنَّة رجل يمشي مرة - أي على الصراط - ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئاً ما أعطاه أحداً من الأولين والآخرىن..." الحديث. فعلينا جميعاً أن نسعى لنجاة أنفسنا من النار، ولا يكون هذا إلا بفعل الطاعات والابتعاد عن المنكرات، والثبات على هذا إلى أن نلقى رب الأرض والسموات. وقد بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يقرِّب إلى الجَنَّة وما يباعد عن النار. كما جاء في الحديث الذي أخرجه الطبراني في "الكبير" عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"ما بقى شيء يُقَرِّبُ من الجَنَّة ويباعد من النار إلا وقد بُيِّن لكم". وهذا من كمال عدل الله تعالى، حتى لا يكون لأحد حجة يوم القيامة. وبالجملة: فكل الطاعات تقرِّب من الجَنَّة وتباعد عن النار، إلا أن الشرع الحكيم ذكر جملة من الأعمال وهي من أعظم الأسباب التي تنجي صاحبها من النار، وفي هذا الكتاب طرف من تلك الأعمال التي تبعد بصاحبها عن النار وتقربه من الجنة.