ثورة الأطفال

رسوم: طارق علي.عرض نبيل خلف في قصته ثورة الاطفال ملحمة خيالية مليئة بالصراع والتشويق ولست ادري ان كانت هذه القصة قد كُتبت للاطفال عمداً ام لا لان بها من التشويق والخيال العملمي ما يصعب علي الافطال فهمه واستيعابه ولكن جل ما استطيع ان اقوله ان الكاتب برع في وصف شخصيات القصة الخيالية والخرافية وصفا مفصلا. وطرح نبيل خلف شخصية امير بطل القصة بشكل يتمثل في القوة والاصرار وعدم اليأس وسرعة البديهة والذكاء مما يجعله قدوة لاي طفال يقرأ القصة.فهو كبقية اطفال المدينة حُرم من ابويه وهو رضيع بأمر من الحاكم القزم الذي تحول الي عدواني وقاسي بعد حادث حدث له في طفولته حيث حرم من ابويه واختطفت كائنات فضائية والدته فامتلأ قلبه بالحقد واراد لجميع الاطفال نفس المصير وهو الحرمان من حنان الابوين منذ فترة الرضاعة وفصلهم في معسكر بعيد عن الاباء ولم يقتصر علي اطفال بشر بل جميع اطفال الطيور من والحيوانات والحشرات وهنا يشير نبيل خلف من خلال شخصية الحاكم القزم الي نقطة وهي ان بعض الاطفال عندما يُمارس عليهم ضغط او يحرموا من شيء ما خاصة حنان الابوين ودفيء الاسرة والذي يجعل الطفل طبيعي وسوي ومتوازن يتحولوا الي اطفال مليئة بالحقد والقسوة وتريد لكل الاطفال من حولها المصير ذاته وهذا ما نراه في اطفال شوارع والذين يعانون من فقدان الحنان والاسرة فيمتلؤا بالقسوة ويقوموا باعمال من الشغب والسرقة واحيانا تصل الي حد القتل. وامير هو البطل والطفل الذي اراد ان يقف بوجه القزم الحاكم فتضافرت معه عناصر الطبيعة بأكملها من طيور وحيوانات وحتي النباتات بما فيهم "شجرة لا" التي اعلنت تمردها منذ المشهد الاول علي قسوة الحاكم , وكذلك السماء والسحاب ومن خلال ذلك يعرض المؤلف ذلك الصراع الدامي بين الطرفين حتي انتصار الاطفال في النهاية وعودتهم الي الاباء سالمين. وهنا اريد ان اشير الي نقطة من خلال شخصية امير اراد المؤلف ان يوضح ان الافطال بقدر بساطتهم وتلقاءيتهم الا انهميمكن ان يكونوا ابطالا لهم من الفراسة والشجاعة والقوة ما ليس لجندي في ساحة قتال فالحرمان الذي عاني منه امير لم يحوله الي قاسي مثلما حدث مع القزم الحاكم وانما فجر عنده ثورة وطاقة كبيرة ليحرر نفسه وغيره من هذا السجن وهي ما يعني ان الشدائد تصنع الابطال حتي لو كانوا صغارا واطفال.