بدائع الخط العربي (الكتاب الثاني)

يعتبر الخط العربي في الفن الإسلامي أول وليد لا يدين بالكثير للفنون التي سبقت الإسلام. وعلى هذا الأساس جسدت شخصية الفن الإسلامي في الخط – عن طريق العقيدة أيضاً – صوراً زخرفية دلت على ثراء الحس الفني، واتُخذ من هذه الخطوط الجميلة وسيلة لكتابة الآيات القرآنية على محاريب المساجد وواجهات جدرانها وقامات المآذن المتعالية إلى السماء يؤذّن من فوقها المسلمون خمس مرات كل يوم، داعين لعظمة الله ووحدانيته. وهي آثار بارعة فاقت كل الآثار الأخرى في العالم الإسلامي، ونافست كل فن مثالي. وهكذا صار طابع الفن الإسلامي شعاراً خاصاً في إطار الحياة اليومية في مجتمعنا ليبقى فناً خالداً عبر الأجيال. وفي هذا الكتاب جمع المهندس ناجي زين الدين- رحمه الله- و بجهد لم يسبقه اليه أحد ما تيسر له من "بدائع الخط العربي" لتكون شاهداً على إبداعات هذا الفن الراقي.