يضم هذا الكتاب بين طياته ثلاثة قصص الأولى جاءت تحت عنوان أنا القاضي وهي تروي قصة امرأة حاذقة فيما اقترفته يداها، ماهرة في كل خطوة قامت بها، غير أنها سهت فحكمت على نفسها ساعة نسيت المرآة، ومسحوق الهيرويين، ونسيت الشعيرات العالقة بأنامل ضحيتها. ولكن القضاء لم يكن بإمكانه أن يدينها، فالأدلة ضعيفة واهية، والشهود على براءتها كثر.. ول...
قراءة الكل
يضم هذا الكتاب بين طياته ثلاثة قصص الأولى جاءت تحت عنوان أنا القاضي وهي تروي قصة امرأة حاذقة فيما اقترفته يداها، ماهرة في كل خطوة قامت بها، غير أنها سهت فحكمت على نفسها ساعة نسيت المرآة، ومسحوق الهيرويين، ونسيت الشعيرات العالقة بأنامل ضحيتها. ولكن القضاء لم يكن بإمكانه أن يدينها، فالأدلة ضعيفة واهية، والشهود على براءتها كثر.. ولن يتسنى للمحكمة إلا الأخذ بما يدلي به شهود الحال. ولكن، كان هناك رجل يدينها بجميع جرائمها، ويعرف أنها اقترفتها كلها، وحده لم يكن يحتاج إلى شهود ولا أدلة وبراهين.. قال لها: "أنا القاضي الآن يا شارلوت، وأنا القضاء، وثمة وعد أريد أن أفي به".بالنسبة إليه فإن جمالها وفتنتها وحبه الشديد لها وتدلهه بها وآماله في المستقبل، كل هذه مجتمعة لن يشفع لها أو يحول دون الحكم عليها.. لن يحول دون الحكم عليها بالموت. وحاولت هي إغراءه فنضت عنها غلالة الحرير ووقفت أمامه عارية.. بفتنتها وجاذبيتها.. لترتمي في أحضانه وكأنها تلوذ به وتدعوه إليها.. ومالت عليه وكاد يرضخ، كاد يفقد إرادته، كادت هذه الفتنة الهائلة أن تشل حركته وتثنيه عن عزمه.. ولكن دوى فجأة صوت مزق الهواء والفضاء.. وانطلقت الرصاصة التي ادخرها للقاتلة.أجفلت شارلوت غير مصدقة، ونكصت خطوة إلى الخلف، وقد لاحت في عينيها نظرة تعجب وذهول، وتطلعت إلى الثغرة الدامية التي أحدثتها الرصاصة في معدتها.وحين استدار ليخرج ألقى نظرة عابرة على إناء الزهور فوجد المسدس الصامت الذي استخدمته في جرائمها.. المسدس الذي أمات الكثيرين والذي كانت على وشك الوصول إليه لولا القليل.. كانت على وشك تفجير رأسه لو لم يعالجها بإطلاق رصاصته القاتلة. كان هيئة المحلفين والقاضي.. وكانت مذنبة مجرمة.القصة الثانية هي طلقة في الظلام، وهي تروي قصة مارشا التي وقفت كالشيطان النقمة تصوب إلى صدره مسدساً كبيراً بينما كان مسدسه ملقىً على الطاولة. ورأى الموت، أيقن أنه لمي خطئه هذه المرة، وأن كل شيء بالنسبة إليه قد انتهى وأمحى. ولكنه في تلك اللحظة أطلق آخر سهم في جعبته، فقال وهو ينظر إلى الشاب الذي كان معهما في الغرفة: "لا شك أنك ستتزوجين به يا مرشا بعد أن تقتليني؟" فضحكت وأجابت: "لا يا مايك، لا.. سيرافقك في رحلتك الطويلة حتى لا أتعرض لغيرته المجنونة". ثم أردفت: "لقد شجر بينكما خلاف، فتعاركتما، ثم لجأتما إلى السلاح فقتل كل منكما الآخر، بعد أن قتلت أنت المرأة.. سأضع في يد كل منكما مسدساً للدلالة على ما قدرته لكما".وتقدم الشاب.. ودوى صوت ا لرصاصة التي طوحت به.. واستدارت هي وصوبت المسدس إلى صدر مايك مرة ثانية.. فأيقن أن شمس حياته آذنت بأفول.. فقد أصبح القتل سجية في طبعها.. واستنجد إذ ذاك بالله.. واستجاب الله.. فقد لمح الشاب الطريح على الأرض يتمسك بحافة الطاولة ويتناول المسدس.. ويطلق الرصاص فتخر مارشا.أما القصة الثالثة فهي الجريمة الكبرى: وهي تتحدث عن ضابط متقاعد دفع به الملل إلى عرض خدماته الأمنية في الصحف حباً باستعادة حياة المغامرات.. وفتاة قرأت العرض فاستخدمته لحماية أبيها من أفراد عصابة رهيبة.أما رئيس العصابة فرجل مستعد لإحداث ثورات عمالية واضطرابات تدمر اقتصاد بريطانيا ليكسب من وراء ذلك أرباحاً طائلة وثروات عظيمة. وهو إلى ذلك مجرم كبير لا يتوانى عن قتل من يقف في طريق مخططاته.. جمع حوله رحالاً أشداء قتلة. وكان على الضابط المندفع أن يواجه المخطط الرهيب مع علمه بأن دون ذلك أخطاراً مميتة.