جاءها المخاض في ليلة كانونية مظلمة، فولدته على سجادة تغطي الأرض في غرفة النوم، وقطعت حبل الخلاص بيديها على ضوء لآلة مكسورة زجاجتها متروسة بالسخام، فلم تر وجهه النوراني النحيف جيداً في تلك اللحظة العصيبة، ولا رآه أبوه منصور الذي كان يخوض في المياه الطامية بين أرض الكويت وأرض العراق، ولكن زوجات أبيه جئن إليه بعد أن توقف القصف بين ...
قراءة الكل
جاءها المخاض في ليلة كانونية مظلمة، فولدته على سجادة تغطي الأرض في غرفة النوم، وقطعت حبل الخلاص بيديها على ضوء لآلة مكسورة زجاجتها متروسة بالسخام، فلم تر وجهه النوراني النحيف جيداً في تلك اللحظة العصيبة، ولا رآه أبوه منصور الذي كان يخوض في المياه الطامية بين أرض الكويت وأرض العراق، ولكن زوجات أبيه جئن إليه بعد أن توقف القصف بين غارة وأخرى، وصدحت صافرة الأمان، ورأينه نائماً في المهد على نور الصباح الكانوني القادم من النافذة، فقالت واحدة للأخرى:ما أجمله طفل اللاله!