أخلاقيات المهنة في الحضارة الإسلامية

نبذة النيل والفرات:تهتم هذه الدراسة بمفهوم الأخلاق التي شغلت فكر الإنسان منذ أزمنة بعيدة، وترتكز منهجيتها على تشكيل الصورة الأخلاقية للحضارة الإسلامية من خلال جمع أجزائها، وعلى ربط تحقق النظام الأخلاقي الإسلامي بالتفاعل بين فكرة الإسلام مع معطيات الواقع في مختلف جوانبه، وعلى وحدة البناء الأخلاقي للأمة عبر عصورها المختلفة.التمهيد للبحث العام الذي يتمحور حول أخلاقيات المهنة، يتضمن شرحاً لمعنى وجود الإنسان في الكون انطلاقاً من مضمون الفكر الإسلامي، فيتطرق إلى مفاهيم متعددة مثل غايات خلق الإنسان، الفساد والإفساد، والصلاح والإصلاح في الأرض، ومفهوم العمل في الإسلام، وتكريم الإنسان، وغايات خلق الكون، والهدى الألهي، وغيرها.في فصول أربعة، تبدأ بدراسة أخلاقيات السلوك الإنساني، في الأصول وتشكّل أصول الأخلاق الإسلامية مفصلاً أساساً في بنية هذه الأخلاق، وفي الفروع، إذ أن الدعوة الإسلامية أسهمت في بناء نمط حضاري هو نتاج تفاعل حقيقي بين الإسلام بكل مضامينه ومعطيات هذا الوسط وتلك البيئة بأبعادها البشرية والمادية والتاريخية، ويتضمن البحث في أدوات بناء السلوك ويعرض فيه لمفاهيم كالتوبة، والنيّة، وتحصيل العلم والمعرفة الشرعيين، والمحاسبة والخوف، والصبر والتحّمل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتوكل على الله، وقيم الفضيلة والصلاح، والصدق مع النفس والأمانة والعفة والقناعة وحسن الخلق والحلم والأناة والحياء، والمروءة والمناصحة، والشكر، كما يبحث في ضوابط هذا السلوك، ويعدد القيم الخلقية الفاسدة.يفنّد المؤلف بعدها أخلاقيات المهن، من أخلاقيات العمل التجاري ويتضمن أخلاقيات التاجر في معاملاته والأخلاقيات المتعلقة بالمبيعات والبيوع المحرمة، إلى أخلاقيات المهن المنتجة والخدمية كالصياغة والنحّاسون والحدّادون والبناؤّون والحاكة والخّياطون والجزّارون والقصّابون والطحّانون والخبّازون والطبّاخون، وأخلاقيات المهن الخدمية كمهنة التعليم والطب، وأخلاقيات العمل في الوظائف الحكومية في القضاء والحسبة والجباية المالية.ويتضمن الكتاب فهارس للآيات القرآنية وللأحاديث النبوية وللآثار، كما للمصادر والمراجع.قام هذا الكتاب بعملية جمع هامة لأجزاء الصورة الأخلاقية الحميدة للحضارة الإسلامية في جميع الميادين والمجالات، نظراً لأهمية موضوع الأخلاق في الدين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم فيكم مكارم الأخلاق".