ربما لم تكن هذه الرواية التي كتبت عام سنة 1969 هي آخر ما أبدعه أدباء الغرب المفكرون من رؤى تحاول تجسيد حلم: "المدينة الفاضلة". ولكن ليس هناك شك في أن مدينة ألدوس هكسى الفاضلة تنفرد بخصائص فنية وفكرية تضعها في مصاف أجمل رؤى المدن الفاضلة في القرن العشرين، رغم أنها أكثرها تشاؤماً..ولكن تشاؤم "الجزيرة" الفاضلة تشاؤم قصير المدى، لأن...
قراءة الكل
ربما لم تكن هذه الرواية التي كتبت عام سنة 1969 هي آخر ما أبدعه أدباء الغرب المفكرون من رؤى تحاول تجسيد حلم: "المدينة الفاضلة". ولكن ليس هناك شك في أن مدينة ألدوس هكسى الفاضلة تنفرد بخصائص فنية وفكرية تضعها في مصاف أجمل رؤى المدن الفاضلة في القرن العشرين، رغم أنها أكثرها تشاؤماً..ولكن تشاؤم "الجزيرة" الفاضلة تشاؤم قصير المدى، لأنك تنتهي من الرواية وأنت مؤمن بأن الناس الذين تخللت حكمتهم نسيج وجودهم، ولم يبالوا بالقوة الغاشمة التي تريد أن تستبيحهم لم يخسروا حكمتهم ولا قدرتهم على المقاومة.. وتشعر بأنهم سينتصرون في النهاية لقدرتهم على استبقاء حكمتهم، مصدر سعادتهم الحقيقي..أما نسيج وبنيان "الجزيرة" الفاضلة، القائم على الامتزاج بين كميات "محسوبة" من تكنولوجيا الغرب، وتصوف الشرق، وعدالة البدائيين، ونزاهة الفلاسفة، وصلابة الرياضيين، وجدية العلماء، وتهكم أهل الفن... فهو سر جمال هذه "الجزيرة" الفاضلة الفريد ومنبع الوعي الممتع الذي تمنحه لمن يرتحل فيها..
