هكذا جاءنا موسى حوامدة من باب الصحافة العريض، كلنا نعلم أن معظم الشعراء العرب المعاصرين عملوا في سلطة المجتمع الرابعة، من بدر شاكر السياب مروراً بصلاح عبد الصبور، وصولاً لمحمود درويش وسميح القاسم، وغيرهم من زملائنا السابقين واللاحقين في مهنة المتاعب. لكن هذه المهنة، التي أكلت من أعمارنا ولا زالت، لم تجعل صديقنا موسى ينسى حلم الش...
قراءة الكل
هكذا جاءنا موسى حوامدة من باب الصحافة العريض، كلنا نعلم أن معظم الشعراء العرب المعاصرين عملوا في سلطة المجتمع الرابعة، من بدر شاكر السياب مروراً بصلاح عبد الصبور، وصولاً لمحمود درويش وسميح القاسم، وغيرهم من زملائنا السابقين واللاحقين في مهنة المتاعب. لكن هذه المهنة، التي أكلت من أعمارنا ولا زالت، لم تجعل صديقنا موسى ينسى حلم الشعر الذي راوده على مقاعد الدراسة فأصدر متأخراً ديوانه الأولى شغب عام 1988 الذي يوحي عنوانه برؤية العالم لدى موسى حوامدة وطريقة نظره إلى المحيط من حوله فالاحتكاك العاصف بالسياسة والمجتمع هو ديدن صديقنا الشاعر، والرغبة في خلخلة السائد في تلك العلاقة هي بعينة من الكتابة عامة، ومن الشعر خاصة. لعل دواوينه الشعرية التالية شجري أعلى وأسفار موسى والعهد الأخير وسلالتي الريح توحي بهذه المقاربة المشاغبة للعالم وأحواله. فهي تخمش وجه السائد وتتحرش به وتتحداه. وهو ما يشير إلى أن الشاعر في موسى انتصر على الصحفي فيه، والمتمرد في سلوكه قادة إلى الاصطدام دوماً مع قوى الثبات في المجتمع والثقافة والأدب والشعر، إنه كما يقول من سلالة الريح وعنوانه المطر.