في هذا الكتاب النقدي، تتناول المؤلفة بالتحليل شعر محمود درويش، وهو "المعبّر عنه بلغة مشفّرة. فتتكرر الألفاظ وتتداخل دلالاتها وتتشابك وهذا ما يُدخلك إلى عالم من الاستعارات والانزياحات اللامتناهية، ما يشكّل ميداناً رحباً للبحث الدلالي، يتقبل مختلف مستويات القراءة والتأويل.. ". لذا تنجز الناقدة "قراءة لنص درويش الشعري من زاوية الدل...
قراءة الكل
في هذا الكتاب النقدي، تتناول المؤلفة بالتحليل شعر محمود درويش، وهو "المعبّر عنه بلغة مشفّرة. فتتكرر الألفاظ وتتداخل دلالاتها وتتشابك وهذا ما يُدخلك إلى عالم من الاستعارات والانزياحات اللامتناهية، ما يشكّل ميداناً رحباً للبحث الدلالي، يتقبل مختلف مستويات القراءة والتأويل.. ". لذا تنجز الناقدة "قراءة لنص درويش الشعري من زاوية الدلالة الثانية، ومن خلال تبيان دلالات الانزياحات المعجمية والتركيبية الثانية، وكشف مفاصل تضافر هذه الدلالات على المستويات المختلفة، وتالياً كشف الأنظمة والشبكات التي يقوم عليها المعنى في هذه المجموعة الشعرية" التي تتألف من أربع عشرة قصيدة "طغت عليها عناوين حملت في طياتها القسوة والأسى والموت". فتشرح في البداية مفهوم "الدلالة الثانية" لدى عدد من النقاد، والمحللين، والذي تأسس "على علاقة ذاتية بين اللغة ومستعملها من خلال مجموعة من العوامل الانفعالية والذاتية اللامحددة التي تصاحب" الدلالة الأولى المصرّح عنها. من هذا المنطلق تتفحص الكاتبة "السياق الإبداعي لقصائد درويش، في محاولة للإمساك بدلالاتها الفكرية والإجتماعية والسياسية"، وتفيد عن "المفاهيم البلاغية الجديدة التي ترفض قوالب البلاغة الكلاسيكية الجاهزة"، وتهتم "بالصورة الجزئية والصورة الكلية وترابطهما وتفاعلهما معاً". "تنسج قصائد درويش من مجموعة من الدال والمدلولات بطرق كثيرة ومتنوعة، لا يمكن حصرها، لتعّبر عن إشكالية بناء الأوطان التي تعاني الاستلاب السياسي والاقتصادي والنفسي وإشكالية فقدان السيطرة على التاريخ، وتالياً فقدان القدرة على بناء المستقبل". تقسّم الباحثة مضمون الكتاب إلى ثلاثة فصول, وتبحث في الفصل الأول عن الدلالات الثانية للمعاني الواردة في شعر درويش: المقاوم، والاحتضار والموت والغضب والوطن والطريق. ثم تنتقل في الفصل الثاني للبحث عن الدلالات الثانية لأسلوبه الذي يتضمن أشكال: الاستفهام والتمني ومحاورهما، والذي يتصف بصفات: النهي والاختلاف والتميّز. أما الفصل الثالث فيشرح علاقة نصوص الشاعر بنصوص الكتب المقدسة، وأساطير: أوديب ونرجس وتموز والفينيق.