المنهج السياسي للسيرة النبوية

إن السياسة في السيرة النبوية خط أصيل رافق حياة النبي صلى الله عليه وسلم من بعثته إلى وفاته، حتى لقد استطاع صلى الله عليه وسلم - برغم قِصَر فترة بعثته والصعوبات التي عاناها – أن يسوس أمور الناس في دينهم ودنياهم وقفز بدولته إلى مصاف الدول الكبرى، حتى دان العالم بالسيادة للإسلام، فكان التاريخ السياسي النبوي هو الحجة الداحضة على أن السياسة جزء من هذا التاريخ وأنها لا تستقيم إلا به ..لقد سطر النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا سياسيًّا أسمى في العهد المكي ثم في العهد المدني؛ حيث أقام الدولة الإسلامية المدنية ووضع دستورها، وأدار سياسة التحالفات، واستطاع صلى الله عليه وسلم أن يحسن سياسة الخصوم قبل الأصحاب.. وما بيعة العقبة الأولى والثانية وصلح الحديبية وفتح مكة وغيره من المواقف إلا شاهد على عظمة المنهج السياسي للسيرة النبوية .ونحن في هذا العصر، وفي ظل هذا الحراك السياسي المتصاعد، فإنه حري بالساسة أن يفيئوا لظل المنهج النبوي من أجل بناء نظام سياسي محكم، ودولة مؤهلة على كافة الأصعدة