قصة الفلسطينيين والدولة المستقلة قصة طويلة، ما تزال مليئة بالألم والأمل. ظلوا سنين طويلة يحملون بها، وكثيراً ما هبط أملهم للحضيض، أو ارتفع إلى أعالي السماء. كانت أحلامهم دوماً مليئة بوقائع وبكوابيس مؤرقة لهم. فقدان الأرض والهوية، وتآمر الإنجليز والأمريكان والدول العربية، وتواطؤ العالم والأمم المتحدة ضدهم. وظل القدر يحول الكوابيس...
قراءة الكل
قصة الفلسطينيين والدولة المستقلة قصة طويلة، ما تزال مليئة بالألم والأمل. ظلوا سنين طويلة يحملون بها، وكثيراً ما هبط أملهم للحضيض، أو ارتفع إلى أعالي السماء. كانت أحلامهم دوماً مليئة بوقائع وبكوابيس مؤرقة لهم. فقدان الأرض والهوية، وتآمر الإنجليز والأمريكان والدول العربية، وتواطؤ العالم والأمم المتحدة ضدهم. وظل القدر يحول الكوابيس إلى حقائق وعذابات ملموسة، قال عنها رجال الدين والاتكاليين منهم إنها امتحان من الله.بقي الفلسطينيون متمسكين بحقوقهم في وطنهم، ورفضوا تقسيم أرضهم لدولتين عربية ويهودية، وكما رفضوا كل الحلول المجحفة التي عرضن عليهم، وتمسكوا بشعار تحرير فلسطين وإقامة الدولة المستقلة وعودة اللاجئين. وبرغم نجاح الحركة الصهيونية في توطيد دعائم دولة إسرائيل، رفضوا اعتماد المفاوضات وسيلة لحل قضيتهم، ورفضوا الصلح معها، والاعتراف بها أو حتى التعامل معها. ولم يفقدوا الأمل في التحرير والعودة، سواء من خلال التحركات والنشاطات الدولية، أو على يد الجيوش العربية. وبعد هزيمة العرب عام 1967 لك يستكن الفلسطينيون، وعقدوا العزم على أخذ زمام قضيتهم بأيديهم، وشرعوا بالكفاح المسلح، وقرروا تقديم ما يلزم من تضحيات.أواخر عام 1987، وبعد عشرين عاماً من القهر، والنضال من الخارج، انفجر الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، في انتفاضة عارمة في وجه الاحتلال حددت أهدافها بوضوح "لا للاحتلال ونعم للحرية والاستقلال". وفي 15 تشرين الأول/أكتوبر 1988، أعلن المجلس الوطني الفلسطيني، من الجزائر وبالإجماع، "استقلال فلسطين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967. وأطلقت القيادة الفلسطينية "مبادرة سلام"، قبلت فيها-لأول مرة-فكرة تقسيم فلسطين، وتبنت شعار "دولتين للشعبين على أرض فلسطين التاريخية"، ووافقت على قراري مجلس الأمن الدولي 242 و238 كأساس لحل الصراع الفلسطيني العربي-الإسرائيلي.وانطلاقاً من قناعة مترسخة لدى "ممدوح نوفل" مؤادها بأن إعلان قيام الدولة الفلسطينية حدث تاريخي في حياة الشعب والمنطقة كلها، فقد قرر كتابة وقائع تلك الأحداث، دونها أولاً بأول، كما لو من خل آلة تصوير، دون روتوش لتجميل الصورة أو تقبيحها، فكلا العملين بنظرية تشويه للحقيقة، وترك للقارئ استخلاص الأحكام، واستصدار ما يشاء منها، وبالتالي سيجد القارئ في الفصول الأولى من البحث عن الدولة، لوحة حية لمعاناة الشعب الفلسطيني، داخل وطنه وخارجه، تليها لوحة ثانية تصور جوانب من نضاله مع الذات وضد الآخرين، وبحثه عن الطريق الأقصر الموصل إلى الاستقلال. أما الفصول الأخرى فتروي وقائع "ليلة الإعلان" كما عاشتها القيادة، والمجلس الوطني، وما تلاها من ليالي وأيام أخر، حتى تاريخ المشاركة الفلسطينية بمؤتمر مدريد للسلام عام 1991.