يضع هذا الكتاب الأسس التي يصح البناء المؤتمن عليها لتقريب الاجتماعيات جميعها -ومنها أهمها السياسة- من منصة العلمية المرموقة.وإن كان لهذا العمل -بحد ذاته- أهمية لا يستغني عنها المهتمون المسؤولون، فإن له كذلك نتائج أكبر أهمية معاً لعلاقتها بترويض الشخصية الإنسانية في إطار مفهومنا للإنسان الجديد، ولعلاقتها بطرق معالجتنا المسؤولة لق...
قراءة الكل
يضع هذا الكتاب الأسس التي يصح البناء المؤتمن عليها لتقريب الاجتماعيات جميعها -ومنها أهمها السياسة- من منصة العلمية المرموقة.وإن كان لهذا العمل -بحد ذاته- أهمية لا يستغني عنها المهتمون المسؤولون، فإن له كذلك نتائج أكبر أهمية معاً لعلاقتها بترويض الشخصية الإنسانية في إطار مفهومنا للإنسان الجديد، ولعلاقتها بطرق معالجتنا المسؤولة لقضايا المجتمع الذي نجابه معضلاته ومشكلاته. وأثقل هذه القضايا في ميزان المسؤوليات، وعلى مذهب المؤلف، هو التغلب على النزعات بين الناس، وتكتلاتهم المتصارعة تغلباً لا يكتفي بتخليصنا منها، بل ويفسح أمامنا كذلك إمكانية تغيير عالمنا هذا المشحون بالتوترات إلى عالم يوفر للراغبين شروط الحياة الكريمة. فينسجم هكذا وبفضل محاولات الإنسان الملتزمة، وحلم الإنسان بتحقق المدنية الإنسانية."وإذا تبين أن تحقيق هذا الحلم الكبير أكبر من الكبار فينا، يظل لنا شرف المحاولة المدروسة والجادة، ويجب أن يكفينا ذلك لأننا، عندئذ، لا نستحق أكثر".وهكذا، ومن وجهة نظر حضارية، تقرر دراسات هذا الكتاب نقاط الانطلاق والغاية القصوى لفلسفة اجتماعية شاملة تبينت خطوطها العريضة، وما زالت تفاصيلها قيد الاستقصاء، فهي وفضلاً عن ابتكاراتها المتعددة، تستحث الابتكار.