إن الحقوق الإنسانية هذا، قد عبّر عن "التبادعية" فكرة فلسفيّة ذات قيمة حضارية فائقة قبل أن يكثر اللغط حولها إعلامياً، وقبل أن يُهتدى إليها، وعن وعي كافّ ومصمّم، الإهتداء المرموق. إن الموضوع المباشر لهذا المؤلّف، هو روسو، إذ يبحث تعاليم العقد الإجتماعي بصيغته الروسويّة، نقطة إنطلاق على الأقلّ، يبقى اهتمام المؤلّف بروسو اهتماماً ثا...
قراءة الكل
إن الحقوق الإنسانية هذا، قد عبّر عن "التبادعية" فكرة فلسفيّة ذات قيمة حضارية فائقة قبل أن يكثر اللغط حولها إعلامياً، وقبل أن يُهتدى إليها، وعن وعي كافّ ومصمّم، الإهتداء المرموق. إن الموضوع المباشر لهذا المؤلّف، هو روسو، إذ يبحث تعاليم العقد الإجتماعي بصيغته الروسويّة، نقطة إنطلاق على الأقلّ، يبقى اهتمام المؤلّف بروسو اهتماماً ثانوياً. التركيز، الموضوع الأولي المهمّ، هو تطور الفكر "السياسي": هو بالأحرى التنبيه الى منعطف هامّ ونافع في مسيرة ذلك التطور. هذا مع ما يتمحور حوله من نظرات ثاقبة، وتشويهات، ومؤثّرات: سلبية وإيجابية، وتفاعلات: مساعدة ومعاندة، ودروس وعبر. وللقرّاء نكشف مفهوم "الحقوق الإنسانية" الذي ينطوي عليه هذا الكتاب، ويبقى مع ذلك من المفيد أن نذكّر بأن "الحق الإنساني" كما يرغب هذا الكتاب في تطويره وترويجه يعبّر عن الشرط الضروري لتحقيق إنسانية الإنسان، أي لتحقيق الإنسان لذاته.