تتبلور في بحوث هذا الكتاب فكرة ثوريّة تقلب إحدى أهم مفاهيم الاغريق – الطبيعي – رأساً على عقب، فتزكي إسهام عصر جديد بالتحرر من أغلال الفكر الإغريقي دون التنكر لإسهاماته الأصيلة. "فالإنساني" في فكرة "الحق الإنساني" تتمخّض عن الاهتمام "بالإصطناعي". وهذا الذي كان لدى الإغريق فكرة ثانويّة الأهميّة على الأفضل أصبح يتقدّم "الطبيعي" بال...
قراءة الكل
تتبلور في بحوث هذا الكتاب فكرة ثوريّة تقلب إحدى أهم مفاهيم الاغريق – الطبيعي – رأساً على عقب، فتزكي إسهام عصر جديد بالتحرر من أغلال الفكر الإغريقي دون التنكر لإسهاماته الأصيلة. "فالإنساني" في فكرة "الحق الإنساني" تتمخّض عن الاهتمام "بالإصطناعي". وهذا الذي كان لدى الإغريق فكرة ثانويّة الأهميّة على الأفضل أصبح يتقدّم "الطبيعي" بالأهمّية بمقتضى الفاعلية – المقياس الذي تبناه الإغريق أنفسهم لتقديم الطبيعي على المصطنع. فالمقياس بقي هو ذاته لأصالته. أما نتيجة استعماله الإستخدام الجدي المسؤول، فقد تغيّرت: قدّمت، وعن استحقاق، ما كان مؤخّراً، وأخّرت، بمشروعية فائقة، ما كان مقدَّماً. ولم يكن هذا الأمر – على أهميته التاريخيّة، وأهمية مضامينه – بالأمر الذي فاخرت به واعتزّت. ذلك لأن أسباب مفاخرتها ودواعي اعتزازها تكمن في إنجازات حضاريّة مغايرة. من أهمّ هذه الإنجازات، بالاختصار المتمادي، التبادُعية.