كم مرة سمعت مدرساً يقول إن لدى ابنك إمكانات هائلة "لو أنه يبذل جهده في استعمالها" أو "لو أنه يعمل بدأب أكثر". كم مرة قلتَ هذه العبارات ذاتها لابنك أو لابنتك؟ أم لعل لديك زميلاً في العمل لا ينجز شيئاً، فتقاريره متأخرة دوماً عن مواعيدها، ومشاريعه متخلفة دوماً عن الجدول الزمني المحدّد لها. وأياً كان الأعذار التي يسوقها فإنك تعتقد أ...
قراءة الكل
كم مرة سمعت مدرساً يقول إن لدى ابنك إمكانات هائلة "لو أنه يبذل جهده في استعمالها" أو "لو أنه يعمل بدأب أكثر". كم مرة قلتَ هذه العبارات ذاتها لابنك أو لابنتك؟ أم لعل لديك زميلاً في العمل لا ينجز شيئاً، فتقاريره متأخرة دوماً عن مواعيدها، ومشاريعه متخلفة دوماً عن الجدول الزمني المحدّد لها. وأياً كان الأعذار التي يسوقها فإنك تعتقد أن الكسل هو السبب الحقيقي لفشله في تحقيق ما يطلب منه.يبين الدكتور لفين في كتابه "أسطورة الكسل" كيف نستطيع وضع يدنا على الخلل الوظيفي التطوري العصبي الذي قد لا يسبب "قصور المردود" - كما يسميها - سواء أكان في المدرسة أم في العمل. ويعرِّف سبعة أنواع من الخلل الوظيفي الذي يعيق المردود. ويصف ثماني شخصيات - أطفالاً، ومراهقين، بالغين - عالجهم خلال سنوات ممارسته الطبية الطويلة، وكانوا يعانون من إحدى هذه المشكلات، أو أكثر من واحدة منها.ويوضح الدكتور لفين أن التعرّف على المشكلة هو الذي يقود إلى اتخاذ الإجراء التصحيحي، وليس توجيه الاتهامات بالكسل وفساد الأخلاق. فعلى سبيل المثال أن الطفل لا يحسن تخطيط والتفكير المسبق، أو لا يستطيع تصور البدائل المتعددة المتاحة لإنجاز أمر ما. أو يجد صعوبة في الاختيار، قد يسوِّف إنجاز فروضه المدرسية فيتأخر عن مواعيدها، أو قد يتصرف باندفاع وتهور فيصدر أحكاماً خاطئة بسبب التسرع والإهمال. ويشرح الدكتور لفين كيف يمكن مساعدة هذا الطفل على أن يتعلم التخطيط المسبق، وكيف يفاضل بين البدائل المختلفة. وإن هذه المشكلات - ما لم تعالج في حينها - فقد تستمر إلى مرحلة النضج، حيث تسبب فوضى ودماراً وأذى أكثر مما كانت تسببه في غرفة بالصف.يؤكد كتاب "أسطورة الكسل" أهمية الكتابة بوصفها المؤشر الرئيسي للقدرة على الإنتاج خلال سنوات المدرسة. ويبين كيف تدل على أسباب قصور المردود، إذ تتضافر فيها عدة وظائف تطورية عصبية معاً، مثل الذاكرة والتحكم بالحركات والتنظيم وصياغة الأفكار.