سورة الأنفال ؛ عرض وتفسير

حرص المؤلف حرصا شديدا على أن يجلو كل ما في السورة من معان، وآداب، وأحكام، بكل ما أوتي من وسائل، هو الذي رسم له منهجه الذي سار عليه في تفسير هذه السورة الكريمة، فبدافع من هذا الحرص قدم بين يديها عن بعض الأحكام التي تتصل بها، ثم عرض بعد ذلك لآياتها عرضًا مجملًا ليبرز الصلات القوية التي تجمع بين موضوعاتها فتجعل منها وحدة ، ثم عاد إلى هذه الآيات بنحو من التفسير, لا نستطيع أن نقول أنه تفسير بالمأثور, ولا أنه تفسير بالرأي، فقد ناقش فيه المؤلف – عليه رحمة الله – بعض الروايات ورفض بعض الآراء، وكان للمؤلف في تفسير بعض الآيات رأي لم يمنعه من تقريره أنه رأي له لم يسبقه إليه أحد, إذ كان همه كله منصرفــًا إلى أن يفسر السورة تفسيرًا دقيقـًا لا يقوم على تكلف في الفهم، ولا يستند إلى متابعة في الرأي، ولا يعتمد على رواية لم تتأكد صحتها، فلما أتم تفسير السورة على هذا النحو لم يجد بأسًا في أن يكتفي من خلاصتها بالحديث عن صفات الإيمان، ومبادئ الحرب والسلم، وسنن الاجتماع.