يمثل الدكتور محمود محيي الدين, المولود في الخامس عشر من يناير عام 1965, ظاهرة جديرة بالأهتمام في تاريخ السياسي والاقتصادى المصرى المعاصر, ليس لأنه شغل منصب وزير الاستثمار وهو دون الأربعين, أو لأنه ينتمي إلي عائلة لعب الكثير من افردها دوراً بالغ الخطورة في الحياة المصرية, خلال النصف الثاني من القرن العشرين, بل لأنه في المقام الأو...
قراءة الكل
يمثل الدكتور محمود محيي الدين, المولود في الخامس عشر من يناير عام 1965, ظاهرة جديرة بالأهتمام في تاريخ السياسي والاقتصادى المصرى المعاصر, ليس لأنه شغل منصب وزير الاستثمار وهو دون الأربعين, أو لأنه ينتمي إلي عائلة لعب الكثير من افردها دوراً بالغ الخطورة في الحياة المصرية, خلال النصف الثاني من القرن العشرين, بل لأنه في المقام الأول من تلك القلة به من أفكار وسياسات, كما أنه لايختصر طموحه السياسي في منصب يتولاه, فيجعل من الخدمة الوطنية في أى وكل موقع طموحاً وهدفاً.لقد شغل وزير الاستثمار عدة مناصب مرموقة قبل وصوله إلى المقعد الوزارى, وهو يملك من المؤهلات والخبرات مايتيح له أن يتقلد مناصب دولية رفيعة, لا تبحث إلا عن الكفاءة وحدها. ومن ناحية أخري. فإن محمود يحيي الدين يتسم بذلك الحضور الجذاب الذي يدفع خصومه ومعارضيه إلي إحترامه وتقديره فهو يتكلم بلغة الأقام والإحصائيات, وتعتمد مستخلصاته علي حقائق لا إنشائية فيها أو شعارات, ولم يزعم يوماً أنه يمسك بالسيف المبصر, ويحتكر اليقين المطلق, والحقيقة التي لا تشوبها شائبة, الأمر عنده اجتهاد لاضير في معارضته والاختلاف معه علي أرضية الاحترام المتبادل وتجنب لغة التفكير والتخوين, التي سادت وهيمنت في الحياة السياسية المصرية خلال السنوات الأخيرة, حتى تحولت علي مايشبه المرض العضال.