هذا العدد من "كتاب اليوم" يعتبر من الأعداد التي تقف بين سلاسل الكتب المختلفة فهو ياتي بين الدراسات الأدبية والأدب ذاته و الاجتماع والدين ، ففي كتاب (النبي محمد في الأدب المصري) للكاتب مصطفي بيومي نقدم دراسة أدبية من الطراز الرفيع ورؤية عميقة للأدب المصري من زاوية جديدة ، لكاتب وباحث كبير يمتلك نظرة متعمقة للأدب يطرح لنا عن طريقه...
قراءة الكل
هذا العدد من "كتاب اليوم" يعتبر من الأعداد التي تقف بين سلاسل الكتب المختلفة فهو ياتي بين الدراسات الأدبية والأدب ذاته و الاجتماع والدين ، ففي كتاب (النبي محمد في الأدب المصري) للكاتب مصطفي بيومي نقدم دراسة أدبية من الطراز الرفيع ورؤية عميقة للأدب المصري من زاوية جديدة ، لكاتب وباحث كبير يمتلك نظرة متعمقة للأدب يطرح لنا عن طريقه رؤي جديدة ليست أدبية وحسب بل مجتمعية أيضاً ، تشرح لنا توجهات ومعتقدات المجتمع المصري عن طريق مرآة غاية في الصدق والشفافية هي عقل الأديب وقلمه اللذان يترجمان ما يروه من تغيرات ونتاقضات في البشر والأحداث الحياتية اليومية في زمانهم.يدخل الكاتب في هذا الكتاب إلي أعماق روايات وأدب كبار الأدباء المصريين من طه حسين ويحيي حقي ونجيب محفوظ إلي إحسان عبد القدوس وعبد الرحمن الشرقاوي وفتحي غانم ويوسف الشاروني ويوسف إدريس وسليمان فياض ثم بهاء طاهر وصنع الله ابراهيم وجميل عطية ابراهيم وعلاء الديب وعلاء الأسواني، وتقول الكاتبة الصحفية نوال مصطفي رئيس تحرير "كتاب اليوم" : رحلة بطول قرن من الأعوام الأدبية العديدة التي تزخر بأدب هؤلاء العظام ، الذين يمتلكون نظرة فلسفية وفكرية يصيغونها بريشة أدبية تثبت مع الأيام إن مكانة النبي محمد –صلي الله عليه وسلم- في قلوبنا باقية وأنه لا زال حياً معنا ومؤثراً في حياتنا ، فعلي الرغم من أن المدي الزمني بين الكتاب الروائيين الذين اختارهم مصطفي بيومي يصل إلي نصف قرن إلا اننا نلاحظ اتفاقهم جميعاً علي تأثير النبي في وعي الشعب المصري وإن كانوا يفعلون هذا دون قصد ، بالإضافة أيضاً أن هؤلاء الأدبء لم يكتبوا عن شخص النبي بطريقة مباشرة بل جاءت الصورة مثل حبات الميكانو تتجمع فوق بعضها وتتراص بشكل عشوائي لتعطي اللوحة الكبيرة التي توحي دلالاتها بما كان يرمي إليه كل أديب، ولعل أحد أهم الأسباب التي تعطي لهذا الكتاب صفة الدوام والتواصل مع القارئ لأعوام كثيرة قادمة هو تناوله لشخصية النبي محمد بشكل أفقي عن طريق اختياره للعديد والعديد من الأدباء باختلاف مدارسهم الأدبية ولغاتهم وسردهم وشخوصهم ورأسية بطول قرن كامل من الزمان ، هذا القرن الذي شهد أعظم الحوادث البشرية حربين عالميتين وتحول العالم من بدايته إلي منتصفه ونهايته ليس فقط في العالم بل في مصر بشكل خاص ، والتي كانت مسرحاً لهؤلاء المبدعين ، وكيف تأثرت بالأحداث العالمية والتحولات التي حدثت وأثرت في الشخصية المصرية والمجتمع .وتضيف نوال مصطفي : وفي أدب طه حسين نلاحظ الحنين الدائم في أعماله إلي القاهرة وإلي الأزهر الشريف والاحتفال الكبير بالمولد النبوي وما فيه من بهجة وعظمة وتجليات روحانية تصطبغ بها القاهرة ، وينتقل بنا إلي مفهوم وعنوان هو ( الدين الشعبي ) والذي كانت دلالاته جلية جداً في رواية (قنديل أم هاشم) ليحيي حقي التي تعتبر أحد الأعمال البارزة في تقديم رؤية لعالم جديد فتح بابه حقي للصراع بين الشرق بروحانياته والغرب بعلمه ، فعالم يحيي حقي الأدبي ملئ وغزير بالرؤية الدينية والاستشهاد بالآيات والأحاديث وشخوص رواياته التي كان بها العديد ممن يعملون في الإنشاد الديني القائم علي قصائد مدح الرسول الكريم .ويتوقف مصطفي بيومي عند محطة نجيب محفوظ بروايته الأكثر شهرة أولاد حارتنا متحدثاص عن الفهم السطحي لها والذي كان من نتائجه تعرض الأديب الكبير لمحاولة اغتيال، اعترف منفذها أنه لم يقرأ الرواية بل سمع عنها ، ويؤكد في ذات الوقت أن النبي محمد في أدب نجيب محفوظ متغلل فيه مؤثراً علي جميع شخوصه وأحداثه المختلفة فهو القدوة والمثل الأعلي في مختلف قصصه من السكرية إلي زقاق المدق وميرامار وبين القصرين وقصص مختلفة من مجموعاته القصصية مثل (خمارة القط الأسود).