اللد، مدينة التاريخ العريق، والشهرة الواسعة، والبطولة الخالدة، جدير بها أن تخلد في الذاكرة، ولزاماً على أبنائها أن يلهجوا بذكرها، وان يتعرفوا تاريخها العريق، ويعيشوا في هذا الكتاب تراثهم الذي هو جزء من الاهتمام بالوطن، وبأهله، وتعبير عن الوفاء والشوق والحنين، والعودة إلى الجذور، وهي معان أرادت الصهيونية أن تطمسها من قلوبنا، وتزي...
قراءة الكل
اللد، مدينة التاريخ العريق، والشهرة الواسعة، والبطولة الخالدة، جدير بها أن تخلد في الذاكرة، ولزاماً على أبنائها أن يلهجوا بذكرها، وان يتعرفوا تاريخها العريق، ويعيشوا في هذا الكتاب تراثهم الذي هو جزء من الاهتمام بالوطن، وبأهله، وتعبير عن الوفاء والشوق والحنين، والعودة إلى الجذور، وهي معان أرادت الصهيونية أن تطمسها من قلوبنا، وتزيل آثارها من نفوسنا، تارة عبر تزوير التاريخ، ومحاولة محوه من الذاكرة، وتارة عبر تغيير معالم اللد التاريخية، وهدم حاراتها وبيوتها، ونقل من بقي من عدد قليل من سكانها إلى أماكن أخرى· لذا، فقد كان إصدار هذا الكتاب ما يهدف إلى محافظة الجيل الصاعد على ذكرى مدينته باعتبارها حقاً وفرضاً لا يجوز لأحد أن يفرط فيه، أو يحيد عنه· ويؤكد الأمل بالعودة الظافرة مهما طال الزمن، وتنوعت أساليب القهر والإرهاب والاغتصاب· وإذا كانت دولة التضليل والطغيان قد اعتقدت أن باستطاعتها طمس معالم مدننا وقرانا، وتزوير تاريخنا، وحضارتنا، معتقدين أن الذاكرة لن تلبث أن تنسى، لكن عزيمة الفلسطيني وهمته القعساء وذاكرته المختزنة بذكريات بلاده وتراثها، وتاريخها، وطبيعتها لم تستطع الأيام أن تمحوها من الذاكرة· ويبقى السؤال المهم التالي: لماذا لم تستطيع كل أنواع وصنوف القهر والبطش والجبروت أن تحقق ما أراده الصهاينة، من تذويب هوية الفلسطينيين، وطمس تاريخهم؟ الجواب: لأن الفلسطينيين بعزمهم وإرادتهم، استطاعوا أن يتمسكوا بهويتهم، رغماً عن كل أنواع القهر التي مورست ضدهم، لتبقى هوية الفلسطيني صامدة كالطود الراسخ· من أجل كل هذه الحقائق، كان الهدف من إصدار هذا الكتاب: التأكيد على ذاكرة ابن اللد· سواء منهم من عاش النكبة، أم من سمع عنها، أم قرأ أم حمل اسم اللاجئ وعانى مرارته، وأكد على تمسكه بحق العودة، وهو حق غير قابل للصرف، أو التصرف مهما طال الزمن، ودارت رحى الأيام··· فستبقى أشرعة وطننا تحملنا من الذكريات إلى الحقيقة، لتلتحم بجسد المكان والزمان، وتدلف إلى كل المسافات إلى مواصلة المسيرة المظفرة للعودة إلى الوطن· في الختام، نسأل الله أن يوفقنا إلى العودة الكريمة، لتتحول هذه الأمنية إلى حقيقة· وإنا وإن كنا قد قدمنا هذا الجهد المتواضع إلى أبنائنا، فإننا لنشعر أن هذا الجهد ما زال بحاجة إلى استكمال بقسم ثانٍ يحمل تاريخ مدينة اللد العريق عبر العصور· فنرجو الله أن يوفقنا إلى تحقيق ذلك·